بعدما حجز لنفسه مكانا ضمن اجندة المهرجانات والتظاهرات الفنية الوطنية أصبح المهرجان الدولي "تركالت" موعدا فنيا وثقافيا هاما لعشاق حياة الرحل والراغبين في فهم دواخل و أسرار هذا النمط من الحياة، وتقليدا سنويا ينظم كل سنة بمحاميد الغزلان، وقد اختار المنظمون هذه السنة "هن إفريقيا"، كشعار للدورة المزمع تنظيمها مابين 27 و29 من شهر أكتوبر الجاري. وسيتضمن المهرجان برمجة غنية ومتنوعة، تجمع بين الفرجة الموسيقية والورشات التكوينية والندوات وتقاسم طرق عيش ولحظات اللقاء بين الثقافات والحضارات في رغبة جامحة للتعرف والتبادل، حيث ستحتضن المنصات الرسمية والثانوية للمهرجان أعمال عدد من الفنانين، أبرزهم عرابا مهرجان "تاركالت" الفنانة "أوم" والفنان عزيز السحماوي. كما سيكون الجمهور على موعد مع فنانين من عدة دول (الجزائر، فرنسا، مالين هولندا، كندا، الولاياتالمتحدة المتحدة، النيجر، بولونيا، موريتانيا…) من قبيل للا بادين بنات إلي غدادن فرقة علي بركا توري، كاباشو ماروك، ساحل بلوز… وستتيح برمجة المهرجان فرصة للفرق الموسيقية المحلية (كناوة، الشمرة، أحيدوس، أقلال، الركبة…)، وكذا شباب المنطقة (شباب محاميد، درعة ترايب، فرقة شكاكا، تاروا تينيري…)، وذلك في إطار مشروع صندوق السفراء من أجل الحفاظ على الثقافة للولايات المتحدة، الذي يهدف لتسليط الضوء على التقاليد الفنية المحلية. ومن المنتظر حسب البلاغ الذي توصلت "رسالة 24" بنسخة منه أن تشكل محاور هذه التظاهرة الدولية مناسبة للاستفادة المتبادلة بين الخبراء والمختصين والباحثين في مجالات البيئة والسياحة المستدامة وفن العيش المحلي في تناغم تام وشامل مع الفنانين والكتاب وكذا عدد كبير من السياح الوطنيين والدوليين الذين يحجون على هذا الموعد. ومن أجل دعم الهدف الرئيس لهذه التظاهرة، يطرح المهرجان عناصر مهمة تخدم أجندة التبادل الثقافي والتعارف بين الشعوب وخاصة بين المغرب وإفريقيا جنوب الصحراء. وفي هذا السياق تندرج القافلة الثقافية من أجل السلام، كمشروع للتعاون الثقافي بين ثلاث مهرجانات (تركالت المغرب – مهرجان الصحراء وكذا مهرجان نهر النيجر بمالي) من أجل تشجيع الحوار والتنوع الثقافي والانسجام الاجتماعي في دول الساحل والصحراء. كما تسعى قافلة السلام لتطوير وتثمين التعبيرات الثقافية والفنية بالقارة الإفريقية وكذا العمل على تشجيع التبادل الثقافي والتحسيس من أجل حماية البيئة، وهذا مشروع تدعمه المؤسسة الهولندية "دوون". وفي هذا السياق دعا المنظمون عددا من الباحثين والمفكرين والفاعلين الثقافيين للتداول في في موضوع "التنوع الثقافي كعامل لإرساء السلم والتنمية" مثل حسن أوريد وبيرلا كوهين وسعيدة عزيزي وغيتث خالدي وساندرين لو كلوز… وكذا إشكالية "النساء، الثقافة و التنمية" عبر إلقاء الضوء على تجربة "زربية الحياة، بالإضافة لموضوعة البيئة والتحديات الواقعية. وسيشكل المهرجان كذلك فرصة للاستفادة من إقامة فنية من خمس أيام قبل المهرجان للتبادل بين موسيقيين من كندا "ريد تيل سبيريت سينغرز" والفرقة المحلية الشهيرة "أجيال تركالت"، وذلك من أجل تقاسم التجارب والبحث في إمكانية العمل المشترك والحفاظ على الثرات الموسيقي العالمي.