تنطلق يوم غد الجمعة، بالرباط، أشغال المؤتمر الوطني السابع عشر لحزب الاستقلال، تحت شعار "تجديد التعاقد من أجل الوطن"، وهو المؤتمر الذي يتوقع أن يحضره حوالي 5000 مؤتمر ومؤتمرة، يمثلون مختلف فروع الحزب بالجهات الإثنتي عشر للمملكة. المؤتمر الذي سيستمر إلى غاية يوم الأحد فاتح أكتوبر، ينتظر أن يعرف منافسة قوية بين حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المنتهية ولايته، والذي يصر على الاستمرار في قيادة سفينة "الميزان"، ونزار بركة، الذي يحظى بدعم قوي من قيادات وازنة داخل الحزب، وعلى رأسها حمدي ولد الرشيد، وعبد الواحد الفاسي نجل علال الفاسي، وتوفيق حجيرة وسعد العلمي، وعادل الدويري، وعدد كبير من البرلمانيين والمنتخبين المحليين. وبحسب مصادرنا، فإن لجنة الترشيحات للأمانة العامة للحزب وللجنة التنفيذية، التي أغلقت يوم أمس الأربعاء باب تلقي الترشيحات، قد حصرت المنافسة على تولي منصب الأمين العام للحزب بين مرشحين اثنين فقط، وهما حميد شباط ونزار بركة، بينما المنافسة ستكون محتدمة بين المرشحين لعضوية اللجنة التنفيذية، والتي وصلت فيها الترشيحات إلى 98 ترشيحا، لانتخاب 26 عضوا، ضمنهم ستة شباب وأربعة نساء. وشهد البيت الداخلي لحزب الاستقلال، منذ انتخابات السابع من أكتوبر سلسلة من المواجهات المفتوحة بين شباط، وغالبية اللجنة التنفيذية، بزعامة حمدي ولد الرشيد، والتي استعمل في بعضها العنف الجسدي، والاعتصام بالمقر المركز للحزب بالرباط. يذكر أن الأمينين العامين السابقين لحزب الاستقلال، الراحل امحمد بوستة وعباس الفاسي، ومعهما قياديين بارزين، ممن يوصفون بحكماء الحزب، من بينهما الراحل عبد الكريم غلاب، وامحمد اخليفة، كانوا قد وقعوا بلاغا، دعوا فيه حميد شباط إلى تقديم استقالته، بعدما وصفوا تصريحاته حول موريتانيا ب"غير المسؤولة"، كما اتهموه عبر البلاغ ذاته ب"إضعاف الحزب"، وبأنه "غير مؤهل ولا قادر على مواصلة تحمل مسؤولية الأمانة العامة لحزب الاستقلال." وكان نزار بركة، قد أكد في ندوة صحفية عقدها يوم الاثنين الماضي على أن ترشحه لمنصب الأمين العام "جاء تجاوبا مع دعوة وإرادة جماعية للإسراع بإنقاذ الحزب من الأزمة، وإجراء التغيير الضروري"، مضيفا أن حل مشاكل حزبه "يوجد داخل البيت الاستقلالي، وبمشاركة كل حساسياته وفعالياته"، وذلك ب"إعمال النقد الذاتي والمكاشفة والمصالحة، وبتغليب مصلحة الوطن ووحدة الحزب." وتعهد بركة أيضا بتمنيع رصيد حزبه، وتماسكه، وبتخطي ما أسماه ب"حالة الضبابية والارتباك التي يتخبط فيها"، بتقوية الانتماء إلى الهوية الاستقلالية انطلاقا من ثوابت الحزب الراسخة وفكره المتطور، على حد تعبيره، مع "إعطاء دفعة قوية للإطار القانوني والتنظيمي للحزب في اتجاه الشفافية والديمقراطية الداخلية، وفي اتجاه خدمة المواطن بفعالية ونجاعة." وفي علاقة بما يشهد الحزب من صراعات داخلية، تعهد بركة ب"مباشرة مصالحة شاملة"، مشيرا إلى أن هذه المصالحة ستعتمد "على المكاشفة والنقد الذاتي والإنصاف وإعادة الإدماج للكل ضمن دينامية منتجة تعضد الوحدة والتماسك، وذلك ترصيدا لروح ومكتسبات مصالحة 11 يناير 2016، وكذا مقررات المؤتمر الاستثنائي للحزب في 29 أبريل 2017، وما سبقه وأعقبه من مبادرات ومساعي وحدوية."