أكد مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، أن المركز العالمي للخبرة الصناعية المتخصص في تصنيع القطع المعدنية عبر الطباعة الثلاثية الأبعاد، الذي أشرف أمس الخميس، على تدشينه بمنطقة ميدبارك بإقليم النواصر، يشكل إنجازا كبيرا في القطاع الصناعي على الصعيدين الوطني والدولي. وأبرز أنه بفضل هذا المشروع التنموي، الذي كلف إنجازه وتجهيزه غلافا ماليا بقيمة 25 مليون أورو، تكون مجموعة طاليس الفرنسية قد أدخلت للمغرب إحدى تكنولوجيات المستقبل، وإحدى المهن ذات القيمة المضافة العالية لصناعة الغد. واعتبر أن هذه الوحدة الصناعية مفخرة وتقدم متميز يشهده القطاع الصناعي، ومن شأنها أن تدعم مسلسل الإقلاع الذي تعرفه الصناعة المغربية، مما سيساهم في خلق وتطوير المزيد من مناصب الشغل المتخصصة والعالية المستوى. ومن جهته، أكد جون كلود دوديربيس مدير المركز العالمي للخبرة الصناعية أن اختيار مجموعة طاليس الفرنسية للمغرب من بين العديد من البلدان لاحتضان هذا المشروع نابع بالأساس من الإمكانات التي تزخر بها المملكة، والتي تؤهلها لاستقبال هذا النوع من التكنولوجيا المتقدمة، بما في ذلك جودة التكوين الأكاديمي للمهندسين المغاربة، وتوفره على منظومة صناعية متكاملة (ايكوسيستيم) تخص قطاع الطيران. وأضاف أن إخراج هذا المركز لحيز الوجود، خلال الفترة الممتدة ما بين يونيو 2016 ويناير 2017، جاء لخدمة مختلف مكاتب الدراسات التي تتوفر عليها المجموعة عبر العالم، فضلا عن باقي مكاتب الدراسات التي تعتمد أسلوب التصاميم الصناعية بالمغرب، وذلك إسهاما في تطوير المنظومة الصناعية. ومن جانبه، أبرز بيير بريجون مدير مجموعة طاليس بالمغرب أنه " مع تواجد منظومة صناعية للمناولة في مجال الطيران ، يتوفر المغرب على كافة الشروط حتى يصبح مركز الخبرة العالمية لمجموعة طاليس مختصا في الطباعة الثلاثية الأبعاد " . وأشار إلى أن " استخدام منصة آمنة لتزويد المركز بأحدث الابتكارات على مستوى الصناعة ذات الصلة بالتكنولوجيا الذكية من شأنه المساهمة في تحسين القدرة التنافسية للحلول المقدمة للزبناء". وللاشارة فمجموعة طاليس، و بهذا المشروع الجديد، تسهم في تطوير الشراكة العريقة التي تربطها بالمغرب حيث سبق لها أن افتتحت في 2006 مكتبا لها بالرباط لتقديم خدماتها في مختلف مجالات الدفاع والفضاء والنقل والأمن . ويذكر أن مجموعة طاليس تعد أحد الرواد العالميين للتكنولوجيا العالية، وهي تتواجد في 56 بلدا من خلال قوة عاملة تصل إلى 64 ألف عاملا ، وقد تمكنت خلال السنة الفارطة من تحقيق رقم معاملات بقيمة 9ر14 مليار يورو.