عرفت ليلة أول أمس الاثنين، تقدم والد فتاة قاصر بشكاية لمصالح الدائرة الأمنية 10 بمنطقة أمن بني مكادة، التابعة لولاية أمن طنجة، يصرح من خلالها بتعرض ابنته (د)، ذات 14 سنة، للاختطاف مساء نفس اليوم، من طرف أشخاص مجهولين بحي الخرب، زاعما بأنهم حملوها على متن سيارة خفيفة، مؤكدا بأن ابنته المخطوفة، اتصلت بهم وأكدت له أنها مختطفة وتتواجد بمدينة بعيدة. مصالح الدائرة الأمنية المعنية، وفور توصلها ببلاغ الأب، تعاملات معه بكل جدية، وانتقلت رفقة الشاكي والد الفتاة إلى الموقع الذي وقع فيه الاختطاف المفترض، وبمؤازرة من فرق البحث وتم القيام بحملة تنشيطية وًمحاولة جمع معلومات ميدانية عن الموضوع لكن دون جد، ليتم بعدها إحالة ملف القضية على المصلحة الولائيةً للشرطة القضائية، قصد استكمال البحث. إلى ذلك، وعكس كل التوقعات، تقدم والد الضحية القاصر، صباح أمس الثلاثاء، أمام المصلحة القضائية المكلفة بالبحث في الواقعة، وبرفقته ابنته المعنية، مصرحا بأنها عادت إلى المنزل، وبأنها في صحة جيدة، حيث تم الاستماع اليها من طرف الشرطة القضائية لبني مكادة، لتؤكد في البداية أنها تعرضت للاختطاف من طرف مجهولين، و تم أخذها لمنزل مهجور لكنها تمكنت من الهرب منهم. هذا، وقد أدى تعميق الأبحاث مع الفتاة بحضور ولي أمرها إلى انهيارها امام المحققين الذين حاصروها بمجموعة من الأسئلة، وبعد ترددها وكذبها في عدد من المعطيات التي تخص القضية، اعترفت وبشكل تلقائي، بأنها لم تكن مخطوفة، وبأنها خرجت رفقة صديق لها في جولة بالمنطقة استمرت لساعات طويلة، وعند استشعارها بأن الوقت متأخر جدا، ومخافة من مواجهة غضب عائلتها، اختلقت قصة الاختطاف، لقضاء الليلةً رفقة صديقها الذي اصطحابها لمنزل عائلته، وفي الصباح، عادت الى منزل أسرتها لتكمل قصة الاختطاف الوهمية، وخلق قصص كاذبة عن عصابة وسيارة منزل مهجور، وغيرها من الأكاذيب المختلقة، لكن إصرار والدها على معرفة الحقيقة، وتدخل الشرطة القضائية على خط القضية، كشف المستور، وفضح حقيقة الموضوع، ليتبين أن اختفاءها كان عن طواعية رفقة صديقها، وليس عن طريق الاختطاف كما ادعت الفتاة القاصر، ونشر بعدد من مواقع التواصل الاجتماعي التي انساق أصحابها وراء سيناريو الاختطاف الوهمي، حيث لازالت المصلحة الولائيةً للشرطة القضائية، تباشر أبحاثها في الموضوع، بإشراف مباشر من النيابة العامة المختصة من أجل الكشف عن باقي المعطيات والأشخاص المتورطين في هذا الموضوع، من الذين غرروا بالقاصر.