يبدو أن الاستقلاليين قد شمروا عن ساعد الجد هذه المرة ليقطعوا الشك باليقين، بخصوص انسحاب حزب الاستقلال كأقوى حليف لحكومة عبد الإله بنكيران شبه الملتحية، من خلال ما تعيشه مختلف مفتشيات الحزب ومقراته على الصعيد الوطني من تعبئة شاملة من أجل جمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات الخاصة بأعضاء المجلس الوطني كأعلى هيئة تقريرية بحزب حميد شباط. وفي ذات السياق، صرح عبد القادر الكيحل عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والذراع الأيمن لشباط والكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاستقلالية ل"رسالة الأمة" بأن التوجه العام السائد داخل أوساط التنظيمات الحزبية الاستقلالية ذات الصفة هو الإجماع الشامل للأطر الاستقلالية حول دفع وإجبار القيادة الاستقلالية للانسحاب من التحالف الحكومي الحالي بقيادة عبد الإله بنكيران، وهو ما عكسته مؤخرا التصريحات والتصريحات المضادة والخرجات الإعلامية لحميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال في مواجهة رئيس الحكومة وبعض أمناء الأحزاب الحليفة، لأسباب أرجعها عبد القادر الكيحل إلى غياب التنسيق بين مكونات التحالف والانفراد باتخاذ القرارات دون الرجوع إلى مكونات الأغلبية، بالإضافة إلى ما وصفه بضعف الأداء الحكومي لاسيما ببعض القطاعات الحكومية الحيوية. وبحسب مصادر استقلالية مقربة من شباط، فإن التعبئة الشاملة التي انخرط فيها شباب الحزب لاسيما المنتمين لمنظمة الشبيبة الاستقلالية والاتحاد العام لطلبة المغرب ومنظمة المرأة الاستقلالية تسير بوتيرة تصاعدية على مستوى مختلف المدن والأقاليم، إذ تجاوز عدد التوقيعات ذات الصفة المطالبة بالانسحاب من الحكومة أزيد من 600 توقيع إلى حدود مساء أمس الجمعة، وهو رقم ذو دلالة في حالة الاحتكام إلى آلية التصويت سيجبر القيادة الاستقلالية على الامتثال لقرار برلمان الحزب بالنظر إلى كون هذا الأخير يضم ألف عضو بالصفة الحزبية من مختلف الأقاليم والجهات. وفي انتظار ما ستسفر عنه الدورة العادية للمجلس الوطني لحزب الاستقلال التي ستلتئم يومه السبت على الساعة العاشرة بالمركز العام للحزب بالرباط من قرارات حاسمة، سيظل رئيس الحكومة ومعه زعماء أغلبيته يضعون أيديهم على قلوبهم طلبا للطف ولسان حالهم يردد " الله يخرج هذا الطرح بسلام" ، خصوصا وأن ذكرى وفاة علال الفاسي – أمس الجمعة- كانت مواتية لرص صفوف الاستقلاليين من أجل حشد عدد كبير من الموقعين على الانسحاب، إضافة إلى توارد أخبار تؤكد حصول اتصالات سرية بين بنكيران وصلاح الدين مزوار أمين عام حزب التجمع الوطني للأحرار، لتعويض حزب الاستقلال في الأغلبية الحكومية.