الظاهر أن واقع الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها إسبانيا والارتفاع المهول والمسبوق في معدل البطالة في صفوف قاطنيها جراء انسداد الآفاق، لم يردع المهاجرين السريين (غالبيتهم من المغاربة وفق جمعية العمال المهاجرين المغاربة بإسبانيا) عن المجيء إلى منطقة "قادس" أكثر المناطق الإسبانية استقبالا لقوارب الهجرة غير الشرعية، حيث ما زال وصول المهاجرين السريين مستمرا. وهكذا استقبلت الشواطئ الجنوبية لإسبانيا منذ بداية السنة وحتى الآن ما مجموعه 233 مهاجرا على متن 23 قاربا، تلقت منها منطقة "قادس" ما مجموعه 158 مهاجر على متن 19 قارب، وذلك وفقا لبيانات جمعتها وكالة أوربا برس، وقد تم خلال 24 ساعة الماضية، إنقاذ 50 مهاجرا في مضيق جبل طارق. وفي السياق ذاته، تمكنت عناصر الدرك الملكي المغربي بمشاركة مصالح الإنقاذ البحري الإسباني مؤخرا ودورية للصليب الأحمر من إنقاذ 23 مهاجرا كانوا على متن أربعة قوارب في محاولة لعبور مضيق جبل طارق في اتجاه السواحل الإسبانية، زد على ذلك 27 مهاجرا من جنوب الصحراء وصلوا إلى ميناء طريفة، جنوب إسبانيا على متن ثلاثة قوارب. وقد تمكنت دورية مغربية٬ صباح يوم الخميس الماضي من إنقاذ تسعة مهاجرين سريين شمال مدينة طنجة٬ كانوا يحاولون دخول التراب الإسباني على متن قارب. وأفادت مصالح الإنقاذ البحري ببلدية طريفة٬ أنها جندت وسائلها البحرية والجوية للبحث عن القارب فور توصلها بنبأ وجوده بمياه مضيق جبل طارق على الساعة الثامنة صباحا من اليوم نفسه، مضيفة، أنها تراجعت عن عملية البحث والإغاثة بعد أن علمت بإنجاز العملية من قبل دورية مغربية٬ شمال مدينة طنجة٬ تمكنت من رصد موقع القارب وإنقاذ المهاجرين السريين التسعة الذين كانوا على متنه٬ من بينهم امرأة٬ ونقلهم إلى ميناء طنجة. كما تم في مارس المنصرم إنقاذ 35 مهاجرا من جنوب الصحراء الكبرى، كانوا على متن أربعة قوارب، في محاولة لعبور مضيق جبل طارق، كما تم قبل يوم واحد من هذا، إنقاذ مجموعة أخرى مكونة من 32 من المهاجرين بينهم ست نساء وطفل، والذين نقلوا إلى ميناء طريفة. ومن جانبها، استقبلت سواحل ألميريا ما مجموعه 49 مهاجرا، بينهم ثلاثة قاصرين وأغلبهم مغاربيون حاولوا الوصول إلى المنطقة على متن ثلاث قوارب. وأخيرا، وصل إلى سواحل غرناطة منذ بداية السنة الجارية، ما لا يقل عن 26 من المهاجرين المنحدرين من شمال إفريقيا حيث تم نقلهم إلى ميناء موتريل من قبل الحرس المدني الإسباني.