"الشوهة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى، هي العنوان الأبرز للصورة القاتمة التي ظهر بها المنتخب الوطني زوال أمس الأحد أمام نظيره التانزاني، في المباراة التي جمعت بينهما بالملعب الوطني ب"دار السلام"، برسم الجولة الثالثة من إقصائيات مونديال 2014، والتي انتهت بخسارة مذلة للنخبة المغربية بثلاثة أهداف لهدف، جعلت حلم المنافسة على بطاقة التأهل لكأس العالم يتبخر بشكل نهائي. وسجل الأهداف الثلاثة لمنتخب تنزانيا اللاعبان طوماس أوليموينغو (د 46) ومبوانا ساماتا (د 67 و80)٬ فيما كان البديل يوسف العربي وراء الهدف الوحيد للمنتخب المغربي (د 90+4). وفرض المنتخب التانزاني الذي وقع أهدافه الثلاثة في الشوط الثاني إيقاعه، وكان قريبا من تسجيل نتيجة تاريخية بالنظر للفرص العديدة التي أتيحت له، بالمقابل ظهر لاعبو الفريق الوطني بمظهر باهت وضعيف للغاية، خصوصا خلال الجولة الثانية، ما كلفه هزيمة كارثية ومهينة أمام منتخب يصنف ضمن المنتخبات المغمورة. ويتحمل الناخب الوطني رشيد الطاوسي جانبا كبيرا من المسؤولية في هذه "التبهديلة" بسبب اختياراته الخاطئة، بعد أن أقدم على تغيير"جلد المنتخب" بنسبة تفوق 70 في المائة، قبيل مباراة حاسمة تشكل منعطفا خطيرا في مسار البحث عن العودة إلى العالمية، من خلال استبعاده لمجموعة من عناصر الخبرة، واعتماده على أسماء تفتقر لتجربة المواعيد القارية الكبرى، وهو معطى دفع المنتخب الوطني ثمنه غاليا. من جهة أخرى أخطأ الطاوسي في قراءاته لسيناريو المباراة، وهو ما تفوق فيه مدرب المنتخب التانزاني كيم بولسن الذي لقن نظيره المغربي درسا في كيفية التعامل مع ظروف المواجهة، ودراسة الخصم بشكل جيد، حيث أقدم المدرب الدانماركي على إجراء تغيير واحد مباشرة مع بداية الشوط الثاني، قلب وجه المباراة رأسا على عقب وأعطى الأفضلية لمنتخب "التايفا ستار" الذي استغل بشكل مثالي ضعف الدفاع المغربي المتكون من لاعبين غير مجربين، وتمكن من تسجيل ثلاثة أهداف.