فتح حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، من جديد نيران "مدفعيته" صوب الحكومة، ورئيسها عبد الإله بنكيران، محملا إياه مسؤولية "البطء والارتجالية التي تطبع عمل الحكومة وغياب التنسيق بين مكوناتها"، واتهم شباط في خطاب مطول، ألقاه أمام أعضاء المجلس الوطني، يوم الجمعة بالرباط حليفه حزب العدالة والتنمية الذي يقود التحالف الحكومي ب"الهيمنة" على الحكومة و"احتكار" الشأن العام، و"بيع الوهم للمغاربة". وقال شباط في هذا الصدد "إن نزعة الهيمنة، انتقلت إلى قبة البرلمان، حيث سمحت الحكومة لنفسها أن تمارس الوصاية على البرلمان في خرق سافر للأعراف والمواثيق الدولية". مضيفا أن الحكومة الحالية، و "تحت غطاء سياسي ملتبس تحاول أن توهم المغاربة أن الإصلاح لم يبدأ إلا معها". وأضاف قائد حزب "الميزان" أن حزبه لن يستمر في التزام الصمت إزاء ما اعتبره "قرارات حكومية غير شعبية"، خاصة القرار المتعلق بعزم الحكومة إلغاء صندوق المقاصة، وقراري الزيادة في أسعار المحروقات، والاقتطاع من رواتب المضربين، فضلا عما أسماه بالتفاف الحكومة على التزام حكومي سابق مرتبط بالتوظيف المباشر لمجموعات المعطلين الموقعين على محضر 20 يوليوز، ولكنه بالمقابل أكد "أن مشاركة حزبه في الحكومة، كانت نابعة من حرصه على الدفاع عن مصالح الشعب المغربي"، وذلك عندما رد على مجموعة من أعضاء المجلس الوطني الذين رفعوا أثناء إلقاء كلمته شعار "الله الله على ورطة المشاركة أكبر غلطة". وبعث شباط برسائل مشفرة إلى نزار بركة وزير الاقتصاد والمالية، عندما انتقد السياسة المالية والاقتصادية التي تنهجها الحكومة الحالية بالقول "إن الاقتصاد الوطني يتجه نحو حادث ماكرواقتصادي خطير"، وأن المالية العمومية تتجه إلى المجهول"، منتقدا بشدة بعض ما جاء في القانون المالي للسنة الحالية من قرارات، خاصة منها حسب قوله "فرض ضرائب على الطبقة المتوسطة"، مشيرا إلى أن مثل هذه قرارات تضرب القدرة الشرائية للمواطنين. ولم يسلم خصوم شباط داخل الحزب من انتقاداته، خاصة "تيار بلاهوادة"، المناصر لمنافسه السابق عبد الواحد الفاسي، الذي يعتبر أجهزة وتنظيمات الحزب "أذرعا عسكرية تشكل مسا بأمن الدولة والنظام العام"، وهي تهم وصفها شباط ب"الخطيرة". بدوره، شن عباس الفاسي، الوزير الأول الأسبق، والأمين العام السابق لحزب "الميزان"، هجوما حادا على حكومة عبد الإله بنكيران، متهما إياها بشكل غير مباشر بالسطو على منجزات الحكومة التي قادها ما بين 2007 و2011. وقال الفاسي خلال كلمته التي فضل أن يلقيها بصفته عضوا بالمجلس الوطني أن حكومته هي التي أعدت لوائح المستفيدين من المقالع، ورخص النقل من أجل نشرها، كما أنها هي الأولى التي بدأت بمحاربة الفساد والإصلاح الإداري على عهد محمد سعد العلمي، وزير تحديث القطاعات العامة، مضيفا أن حكومته تتوفر على أعلى رقم قياسي في الرفع من أجور الموظفين وتوظيف الخريجيين من حملة الشواهد العليا. ولم تفت الفاسي المناسبة دون توجيهه النصح لخلفه شباط، داعيا إياه إلى تحمل كامل المسؤولية في الدفاع عن وحدة الحزب، مستغربا في الوقت نفسه رفع دعوى قضائية ضد "شباط الأمين العام الشرعي لحزب الاستقلال" على حد قوله. مبديا بذلك مناصرته لشباط بشكل علني، عندما وصفه ب"الزعيم والمناضل الذي يستحق أن يقود حزب الاستقلال". إلى ذلك، انتخب المجلس الوطني لحزب "الميزان" توفيق احجيرة رئيسا له٬ باجماع المشاركين الذين وصل عددهم إلى 844 من أصل 977 في ظل غياب أي منافس له. وعرفت أشغال المجلس الوطني، لحزب الميزان، التي من المنتظر أن تكون قد انتهت عشية أمس الأحد حضور جميع وزراء الحزب، باسثتناء محمد الوفا وزير التربية الوطنية، كما غاب عبد الواحد الفاسي المنافس السابق لشباط على رأس الأمانة العامة.