شن إلياس العماري، القيادي البارز في حزب الأصالة والمعاصرة هجوما شديدا على عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عندما كشف خلال ندوة صحفية عقدها حزبه أول أمس الأربعاء بالرباط بأن العدالة والتنمية حزب يمتلك الآن الحكومة ويسعى أن يمتلك الدولة، ثم أضاف أن "البيجيدي"، له مشروع مجتمعي خطير، مبني على الإمارة، وغير مبني على الدولة ومؤسساتها". مشيرا إلى أنه يملك قلبين في جوف واحد، حلاوة السلطة وشرف المعارضة". كما كشف العماري وهو يرد على ما صدر من تصريحات عن رئيس الحكومة، خلال الجلسة الشهرية الأخيرة، عن معلومات "خطيرة"، تتعلق أساسا بمسؤولية "البيجدي" الأدبية والأخلاقية عن التفجيرات الإرهابية التي وقعت ليلة الجمعة 16 ماي 2003، وكذا دوره في مخيم "إكديم ازيك"، بالإضافة إلى تورط حزب بنكيران في تغيير عبارات في دستور فاتح يوليوز. وبخصوص تفجيرات 16 ماي، تساءل العماري في الندوة ذاتها التي حضرتها "رسالة الأمة" لماذا بعث حزب عبد الكريم الخطيب رسالة استعطاف إلى جلالة الملك، مباشرة بعد تلك الأحداث، حيث اعتبر العماري ذلك نوعا من المسؤولية الأخلاقية لهذا الحزب في تلك الأحداث. وفيما يخص مخيم أكديم إزيك، قال " إن الحزب الذي كان يذكر اسمه بمخيم اكديم ازيك بالترحيب هو العدالة والتنمية"، ثم أضاف "لقد سألت بنكيران، عما إذا كان يقوم بحرب بالوكالة، أو أنه يشتغل لصالح شخص ما، فرد علي، ربما أنا لست ذكيا، "دغيا كدار بي". وفيما يتعلق بالعبارات التي تغيرت في دستور فاتح يوليوز، قال القيادي البارز للصحافيين "اسألوا بنكيران عن الآلية الثالثة التي غيرت بعض العبارات في الدستور، والتي كانت تشتغل في المنازل ليلا، فهو يعرفها جيدا، وقولوا له أن يكشف لكم فقط 25 بالمائة من المعلومات، وأنا مستعد أن أكشف على 75 بالمائة". فؤاد عالي الهمة، مؤسس الحزب، كان حاضرا في كلام العماري الموجه إلى بنكيران، حيث قال "إذا كان لبنكيران مشكل مع فؤاد عالي الهمة "خاصو يخرج ليه نيشان، نحن نعتز أن الهمة عمل معنا في تجربة الأصالة والمعاصرة، ولكنه قدم استقالته قبل الانتخابات بشهور". ثم أضاف " على رئيس الحكومة أن تكون له الشجاعة ليسمي الأشياء بمسمياتها". متسائلا في نفس الوقت "إذا كان بنكيران في جل خطابات يضع نفسه كضحية فمن يكون الجلاد؟". من جهة أخرى، عاد العماري إلى ملف جامع المعتصم، مدير ديوان رئيس الحكومة، النائب الثاني لعمدة مدينة سلا، وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي، الذي سبق وأن اعتقل على خلفية اتهامه بالابتزاز، وقيل آنذاك إن الياس العماري هو من يقف وراء اعتقاله، حيث عبر العماري عن استغرابه من تعيين بنكيران لشخص يوجد في حالة سراح مؤقت في منصب مدير ديوان رئيس الحكومة، المؤسسة التي تمثل ثاني سلطة في البلاد. قبل أن يشير إلى أنه في لقاء جمعه ببنكيران ودام أكثر من خمس ساعات، سأله بالقول "أنت اتهمتني شخصيا بالوقوف وراء اعتقال جامع المعتصم، لكنك لم تقل للمغاربة كيف تم إطلاق سراحه" فكان جواب بنكيران –يضيف العماري"غير استر ما استر الله". وعلق العماري على الاتهامات الأخيرة لبنيكران بالقول " بنكيران يريد أن يحول الصراع من صراع في الأرض، حول الديمقراطية والأجور التي وعد بها، والجانب الصحي والتعليم وغيرها الى صراع في السماء، حول التمساح والغربال ". هذا، وقرر حزب الأصالة والمعاصرة رفع دعوى قضائية ضد رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران يتهمه فيها بالقذف والسب والتجريح، من خلال ما قاله في جلسة مجلس المستشارين الجمعة الماضية، وقال المصطفى الباكوري، الأمين العام للحزب في الندوة ذاتها " سنلجأ الى القضاء لإنصاف حزب الأصالة والمعاصرة وجميع المتعاطفين معه، وإنصاف جميع المغاربة لأن هذا مصير الديمقراطية"، ثم أضاف "اليوم جاء الوقت لنندد بالطريقة التي يتعامل بها حزب يمثل الأغلبية وأمينه العام رئيس الحكومة، بحيث أصبحنا نلاحظ خلطا مستمرا ودائما بين الصفة الحزبية والوزارية في خرق سافر للمؤسسة التشريعية، ولميثاق الأغلبية". وأعلن الباكوري عن عزم فريقه في البرلمان التقدم بمقترح قانون لمتابعة الوزراء لأنه لا يمكن حسب تعبيره "الاشتغال في إطار فراغ قانوني"، مشيرا في نفس الوقت إلى أنه بالموازاة مع الدعوى القضائية التي سيرفعها حزبه، فإنه أيضا سيفتح نقاشا موسعا مع كافة أحزاب المعارضة، وكذا مكونات الأغلبية، وذلك لمناقشة الاتهامات التي وجهها بنكيران إلى حزبه. مؤكدا في نفس الوقت أنه مستعد لخوض مناظرة إعلامية مع رئيس الحكومة "في محاورة صريحة حتى نخرج من هذه الوضعية التي تتسم بالسب والسب المضاد، والقذف والقذف المضاد، لأن المغاربة لا يرضون أن يستمر هذا الوضع"، على حد قوله.