يعيش الجنوب المغربي على وقع تهديد متجدد يتمثل في موجة اجتياح محتملة للجراد الصحراوي، أحد أخطر الآفات الزراعية في العالم. هذا الكائن الصغير في حجمه، الكبير في أضراره، عاد ليطل برأسه من جديد، مثيرًا المخاوف في أوساط الفلاحين والسلطات البيئية على حد سواء، خاصة في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية للمملكة. الجراد الصحراوي Schistocerca gregaria هو نوع من الحشرات ينتمي إلى فصيلة الجنادب، يتميز بقدرته الكبيرة على التكاثر والتنقل لمسافات طويلة. في ظروف بيئية مواتية، يمكن أن تتحول أسرابه إلى جحافل ضخمة تلتهم المحاصيل والغطاء النباتي بسرعة مذهلة، مسببة أضرارًا اقتصادية وبيئية جسيمة. وأفادت منظمة الفاو أن الجراد الصحراوي يُعد من أخطر الآفات التي تهدد الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي، حيث يمكن لسرب واحد أن يستهلك كمية من الطعام تساوي ما يأكله 35,000 شخص في يوم واحد. ويُعتبر الجنوب المغربي، لا سيما مناطق مثل طاطا، السمارة، وطانطان، من المناطق الرعوية والزراعية الهشة التي يعتمد سكانها على الفلاحة التقليدية وتربية الماشية. وأي هجوم للجراد قد يؤدي إلى تدمير المحاصيل والمراعي، مما يهدد سبل عيش آلاف الأسر، ويزيد من هشاشة الأمن الغذائي في المنطقة. وتتابع السلطات المغربية، الوضع عن كثب، وذلك عبر فرق المراقبة الأرضية والاستشعار عن بعد. كما تم تفعيل خطط للتدخل السريع باستخدام المبيدات البيولوجية والطائرات لمكافحة أي تسرب محتمل داخل الحدود الوطنية. ويرى الخبراء أن التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة، من حيث ارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام التساقطات المطرية، تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز بيئة مناسبة لتكاثر الجراد، إذ يكفي تساقط الأمطار في مناطق صحراوية محددة، لتبدأ دورة تكاثر جديدة قد تؤدي إلى ظهور جيل جديد من الأسراب في غضون أسابيع.