أفادت مصادر أنه تم التوصل إلى محضر تسوية بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية، بحضور وسيط المملكة وقد أظهرت بنود التسوية استجابة لمطالب الطلبة بشكل كبير. و بدأ الطلبة يوم أمس الخميس عملية "تصويت عن بعد" لإتخاذ قرار نهائي بشأن الأزمة، بعدما أجروا تصويتا أوليا في مقرات الكليات يوم الأربعاء. وفي سياق متصل تضمن العرض الحكومي عدة نقاط أبرزها عدم تطبيق القرار الوزاري الصادر في الجريدة الرسمية بتاريخ 13 مارس 2023 على الأفواج الأربعة السابقة، على أن يتم تطبيق القرار السابق الساري المفعول على تلك الأفواج، كما تم الإتفاق على السماح للطلبة بالاستفادة من تدريبات سريرية إختيارية لمدة تصل إلى سنة، على أن يتم توثيق هذه التدريبات في شهادة خاصة. بالإضافة إلى ذلك، تتضمن التسوية إعادة برمجة تداريب السنة السادسة لتشمل 44 أسبوعا من التكوين، مع إدراج تكوين في طب الأسرة وزيادة الغلاف الزمني ليصل إلى 5986 ساعة في البرنامج الدراسي. وأكد وزير التعليم العالي عز الدين ميداوي على أن القرارات المستقبلية المتعلقة بالسنة السادسة ستخضع للنقاش مع جميع الفاعلين، وستتم مراجعتها في حال ثبت تأثيرها السلبي على الوطن. كما تعهد وسيط المملكة بفتح حوار مستقبلي لتحسين منظومة التكوين الطبي، بهدف تعزيز جودة التعليم الطبي في البلاد، وذلك من خلال إشراك كافة الأطراف المعنية في نقاشات هادئة وبناءة. أما فيما يتعلق بالعقوبات على ممثلي الطلبة، فقد تم التوصل إلى قرار بإلغاء جميع العقوبات التأديبية الصادرة بحق الطلبة، على أن تبدأ الإجراءات الرسمية بهذا الشأن خلال الأيام المقبلة. وفيما يخص مكاتب الطلبة الحالية، ستستمر في العمل مع ضرورة تعديل أوضاعها القانونية خلال فترة لا تتجاوز ستة أشهر، بما يتماشى مع المادة 72 من القانون رقم 01.00. وعلى صعيد التعويضات المالية تم الإتفاق على رفع التعويضات الشهرية للطلبة بحيث تصل إلى 1200 درهم للسنوات الثالثة، الرابعة، والخامسة، و2400 درهم للسنوات السادسة والسابعة وسنة التدريب التكميلية. ويصل مجموع التعويضات خلال فترة الدراسة الكاملة إلى 100800 درهم، مقارنة ب54240 درهم سابقا. وفيما يخص عودة الطلبة إلى المدرجات، أبدت الإدارة استعدادها لبرمجة امتحانات استثنائية لكل فصل دراسي، مع الإلتزام بتوفير ظروف ملائمة للاختبارات. كما أظهرت استعدادها لتطبيق نظام "الكريدي" بمرونة مع احترام المعايير البيداغوجية، على أن يترك القرار النهائي في هذا الشأن للطاقم التدريسي. وقدمت الإدارة ثلاثة سيناريوهات لإجراء الامتحانات، تشمل أربع دورات امتحانية ضيقة الفترات أو ثلاث دورات تشمل دورتين عاديتين ودورة استدراكية موحدة، أو دورتين مع فترات زمنية مريحة بينهما. تأتي هذه التطورات بعد سلسلة احتجاجات واعتصامات نظمها طلبة الطب في مختلف مدن المملكة، كان أبرزها "إنزال الرباط"، الذي شهد تجمع آلاف الطلبة وأولياء أمورهم أمام البرلمان يوم 5 أكتوبر 2024، ومن المتوقع أن تساهم هذه التسوية في إنهاء أزمة طال أمدها وإعادة الاستقرار إلى كليات الطب والصيدلة في المغرب، مع توفير بيئة دراسية ملائمة تعزز من جودة التكوين الطبي وتواكب المتطلبات الصحية للبلاد.