افتتحت، مساء أمس الجمعة بقصر الفنون والثقافة بطنجة، الدورة الرابعة والعشرون للمهرجان الوطني للفيلم، في أجواء احتفالية بهيجة بحضور شخصيات بارزة من عالم الفن السابع والثقافة والإعلام. وتميز حفل افتتاح هذه التظاهرة السينمائية، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 26 أكتوبر الجاري، بتكريم الممثلين صفية الزياني ومحمد الشوبي، اعترافا بعطائهما الغني والمبدع طيلة مسيرتهما الفنية. وأكد الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل ومدير المركز السينمائي المغربي بالنيابة، عبد العزيز البوجدايني، في كلمة بالمناسبة، أن هذه الدورة من المهرجان الوطني للفيلم تعتبر احتفالية كبرى للسينما المغربية. وأوضح البوجدايني أن هذه الدورة ستعرف عرض أحدث الإنتاجات السينمائية الوطنية، وتسليط الضوء على المواهب الشابة والطاقات الصاعدة، مبرزا أنها ستعرف أيضا نقاشا مثمرا حول واقع السينما بالمغرب وآفاق تطورها في المستقبل، وسبل خلق جيل جديد من المبدعين. وأضاف أن هذا المهرجان يهدف، بالأساس، إلى تعزيز العلاقة بين الجمهور والفن السابع، لا سيما لدى الجيل الناشئ والشباب، مشددا على الأهمية التي تحظى بها الخزانة السينمائية المغربية، من أجل الحفاظ على التراث السينمائي الوطني وتثمينه فضلا عن تسليط الضوء على الأعمال السينمائية الخالدة عبر التاريخ. وقال البوجدايني "نحن عازمون اليوم على تعزيز سينما تتميز بالتعدد والتنوع والشمولية، نظرا للبعد التنموي والمجالي الذي تعكسه السينما المغربية، والذي يجمع بين مختلف الطبقات الاجتماعية (…) ويجعلها مرآة حقيقية تعكس ثقافة المغرب في الساحة العالمية متجاوزة كل الحواجز اللغوية والجغرافية". من جهته، أكد عمدة مدينة طنجة، منير ليموري، في كلمة مماثلة، أن هذا الحدث الفني والثقافي الهام يضطلع بدور كبير في تعزيز مكانة مدينة طنجة باعتبارها وجهة سينمائية وثقافية لامعة، نظرا لأنها تمتلك كل المقومات التي تجعل منها فضاء رائدا للإبداع السينمائي. وقال ليموري إنه "في إطار تعزيز الثقافة، نراهن على جعل مدينة طنجة عاصمة للثقافة ومحورا أساسيا للتنمية خلال السنوات المقبلة عبر عدة مشاريع ثقافية، من قبيل إحداث شراكات عالمية بهدف تنمية العرض الثقافي وتعزيز الديبلوماسية الثقافية. ودعا في هذا السياق جميع الفاعلين في القطاع إلى التعاون وتوحيد الجهود من أجل "رؤية طنجة مدينة تنبض بالثقافة والفن". وتميز حفل افتتاح الدورة بتقديم لجان تحكيم مسابقات الأفلام برسم هذه الدورة. ويتعلق الأمر بلجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، التي يترأسها المخرج وكاتب السيناريو محمد مفتكر، وتضم كل من الكاتبة لطيفة باقا، والصحفية والمستشارة في التواصل، نجلاء بنمبارك، والجامعية والباحثة، مريم الأجراوي، والكاتب البشير الدخيل، والمخرج وكاتب السيناريو والمنتج التشادي، عيسى سيرج كويلو، والفنان وكاتب الكلمات، ونبيل الجاي. كما يتعلق الأمر بلجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة الروائية والوثائقية، التي تترأسها المخرجة وكاتبة السيناريو خولة أسباب بنعمر، والتي تضم كلا من كل من الصحافية سعاد الزعيتراوي، والمدير العام للمركز الوطني للسينما بمالي، فوسايني مايغا، والناقد سينمائي، سعيد مزواري، والمخرج والمنتج، رشيد بوتونس. ويتعلق الأمر أيضا بلجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، التي تترأسها المخرجة والجامعية جميلة عناب، وتضم كلا من الصحفية حورية بوطيب، والجامعي والناقد السينمائي، الحبيب الناصري، وكذا لجنة تحكيم مسابقة أفلام المدارس ومعاهد السينما التي تترأسها مديرة المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، لطيفة أحرار، تضم كل من الجامعية والناقدة الأدبية، سناء الغواتي، والمخرج والجامعي، عز العرب العلوي لمحارزي. يذكر أن المهرجان الوطني للفيلم يعد تظاهرة سينمائية وطنية تكتسي طابعا فنيا وثقافيا تهدف إلى التعريف بالسينما المغربية وتطويرها من خلال عرض آخر الإنتاجات السينمائية الوطنية ومناقشتها من لدن النقاد والمهنيين والمهتمين بالشأن السينمائي بالمملكة. كما يعتبر المهرجان فضاء للقاء والحوار والتفاعل وتبادل الآراء بين المؤسسات الحكومية والمنظمات المهنية وصناع السينما وكافة المتدخلين في الشأن السينمائي بالمغرب من أجل تشخيص واقعها والبحث عن كيفيات تطويرها بغية مواكبتها للتطورات الوطنية والدولية في المجال. وكما يشكل المهرجان فرصة أمام المهنيين والطلبة والباحثين في المجال السينمائي من أجل تبادل التجارب والخبرات فيما بينهم لضمان استمرارية الصناعة السينمائية الوطنية عبر الأجيال، وفرصة كذلك للمهنيين من أجل اللقاء مع الجمهور العاشق للسينما المغربية.