عادت ساحل العاج المضيفة من بعيد وبلغت ربع النهائي بعدما جردت السنغال من لقبها بطلة لكأس أمم إفريقيا في كرة القدم عندما تغلبت عليها 5-4 بركلات الترجيح (الوقتان الأصلي والإضافي 1-1)، فيما واصلت الرأس الأخضر حلمها وأنهت مغامرة موريتانيا بالفوز عليها 1-0 الاثنين في ثمن النهائي. في المباراة الاولى على ملعب شارل كونان باني في ياموسوكرو في ثمن النهائي، كانت السنغال في طريقها الى مواصلة حملة الدفاع عن لقبها بعدما تقدمت بهدف مبكر لحبيب ديالو (4)، لكن البديل فرانك كيسييه أدرك التعادل في الدقيقة 86 من ركلة جزاء، قبل أن يسجل بنفسه ركلة الجزاء الترجيحية الأخيرة بعدما أهدر موسى نياكاتيه الركلة الثالثة لأسود التيرانغا. وتلتقي ساحل العاج السبت المقبل في ربع النهائي مع مالي أو بوركينا فاسو اللذين يلتقيان غدا. وكانت ساحل العاج قاب قوسين أو أدنى من توديع البطولة من دور المجموعات بخسارتها المذلة امام غينيا الاستوائية برباعية نظيفة في الجولة الثالثة الاخيرة من دور المجوعات أدت الى الاطاحة بمدربها الفرنسي جان لوي-غاسيه وتعيين المحلي إيميرس فاييه مكانه، لكنها استفادت من هدية المنتخب المغربي عندما تغلب على زامبيا 1-0 وحجزت آخر البطاقات الأربع المخصصة لأصحاب أفضل مركز ثالث. وأطاحت ساحل العاج بالمنتحب الوحيد الذي حقق العلامة الكاملة في دور المجموعات، وسيستمر بالتالي نحس فشل المتوجين باللقب في الاحتفاظ بكأسهم وتحديدا منذ فعلتها مصر وجيلها الذهبي بثلاثة القاب متتالية من 2006 الى 2010. وقال فاييه في تصريحات تليفزيونية بعد اللقاء "نحن قادمون من بعيد جدا كنا خارج البطولة تقريبا، سنواصل العمل ونتعامل مع كل مباراة على حدة ونرى ما سيحصل". وأضاف "واجهنا خصما قويا جدا وهو حامل اللقب، كنا نحتاج الى بعض الثقة كي يعود اللاعبون وهذا ما حصل. كنا أقوياء ذهنيا واللاعبون التقطوا الرسالة عقب الخسارة امام غينيا الاستوائية". وأجرى مدرب منتخب الفيلة الساعي الى لقبه الثالث بعد 1992 و2015، خمسة تغييرات على التشكيلة التي سقطت أمام غينيا الاستوائية فأشرك المدافعين أوديلون كوسونو وسيرج أورييه ولاعب الوسط جان ميشال سيري والمهاجمين ماكس آلان غراديل وجان-فيليب كراسو، فيما أجرى مدرب السنغال أليو سيسيه ثلاثة تغييرات على تشكيلته التي هزمت غينيا 2-0 في الجولة الثالثة من دور المجموعات فأعاد المدافعين عبدو ديالو وموسى نياكاتيه ولاعب الوسط اليافع لامين كامارا. وضربت السنغال مبكرا وافتتحت التسجيل عندما مرر القائد مهاجم النصر السعودي ساديو مانيه كرة عرضية هيأها مهاجم الشباب السعودي ديالو على صدره وسددها صاروخية من مسافة قريبة في الزاوية اليمنى للحارس يحيى فوفانا (4). واندفعت ساحل العاج بحثا عن التعادل ومرر كراسو الكرة الى لاعب وسط النصر سيكو فوفانا الذي هم بالتسديد لكن الدفاع تصدى لها (27)، وتلقى فوفانا كرة على صدره داخل المنطقة لكن حارس الأهلي السعودي إدوار ميندي أغلق عليه زاويا التسديد فخرجت إلى ركنية (39). وكادت السنغال تعزز تقدمها من ركلة حرة ل عبت بسرعة عبر خاليدو كوليالي تابعها إسماعيلا سار نفسه المنفرد لكن فوفانا أبعدها الى ركنية (46). ودفع فاييه بمهاجميه نيكولا بيبيه وسيمون أدينغرا بدلا من دياكيتيه وغراديل (64)، ورد سيسيه بسحب ديالو والدفع بمهاجم تشلسي نيكولاس جاكسون (67). ولعب فاييه ورقة مهاجم بوروسيا دورتموند الالماني سيباستيان هالر وكيسييه (72)، لكن الخطورة جاءت من السنغال بعد تبادل للكرة بين سار ومانيه سددها الأخير عالية بغرابة فوق العارضة (74). ورد بيبيه بتسديدة من لمسة واحدة بيسراه قوية تصدى لها ميندي (77)، وأجرى فاييه تبديله الخامس والاخير بإشراكه مهاجم فيورنتينا الإيطالي كريستيان كواميه مكان فوفانا (79)، فأثمرت تبديلاته الحصول على ركلة جزاء عندما مرر هالر كرة الى بيبيه الذي توغل داخل المنطقة وتعرض الى العرقلة من ميندي فاحتسبت ركلة جزاء بعد اللجوء الى حكم الفيديو المساعد (في أيه آر)، انبرى لها كيسيه داخل مرمى زميله في الاهلي مدركا التعادل (86). واحتكم المنتخبان الى وقت إضافي، وكاد اورييه يفعلها بتسديدة قوية مرت بجوار القائم الأيمن (97)، رد عليه دياتا بتمريرة رائعة الى مانيه المنفرد لعبها بيسراه لكن فوفانا ابعدها (105+2). وغابت الفرص في الشوط الاضافي الثاني، وكانت الكلمة الاخيرة لاصحاب الارض في ركلات الترجيح. وفي الثانية، على ملعب فيليكس أوفويت-بوانيي في أبيدجان، واصلت الرأس الأخضر حلمها وبلغت ربع النهائي للمرة الثانية في تاريخها بعدما أنهت مغامرة موريتانيا بالفوز عليها 1-0. وسجل جناح فاتح قرا جمرك التركي ريان منديش الهدف الوحيد في الدقيقة 88 من ركلة جزاء مؤكدا المشوار الرائع لمنتخب بلاده في النسخة الحالية، فيما ودعت موريتانيا العرس القاري برأس مرفوعة في أول دور ثمن نهائي في تاريخها. ولحقت موريتانيا التي خاضت مواجهة اليوم منتشية بتأهلها الأول، كثالث مجموعتها (الرابعة) بمصر التي ودعت من الدور ذاته بخسارتها امام الكونغو الديموقراطية 7-8 بركلات الترجيح الأحد، وبالجزائر وتونس اللتين خرجتا من الدور الاول. ويبقى المغرب الممثل الوحيد للعرب في النهائيات حيث سيلاقي جنوب افريقيا الثلاثاء. وأحكم منتخب الرأس الأخضر سيطرته على المجريات مستغلا تكتل المنتخب الموريتاني في الدفاع وهو أمر كان متوقعا من مدربه القمري أمير عبدو الذي لعب بتشكيلة دفاعية، مع الاعتماد على المرتدات السريعة بوجود رأس الحربة حمية الطنجي. وحصل منتخب الرأس الأخضر على ركلة جزاء عندما حاول المدافع ياسين شيخ الولي أعادة الكرة برأسه الى الحارس نياس فحاول البديل بنشيمول خطفها قبل الأخير لكنه تعرض الى العرقلة فانبرى لها منديش قوية في وسط المرمى (89). وتلعب الرأس الأخضر مع الفائز من مباراة المغرب وجنوب إفريقيا في ربع النهائي في السبت المقبل على ملعب شارل كونان باني في ياموسوكرو