تفصل الشعب المغربي 48 ساعة فقط على عيش نفس مشاعر الحماس والتشجيع التي عاشها في كأس العالم الأخيرة. و لكن هذه المرة، الأنظار متوجهة صوب الكوت الديفوار حيث سيستهل المنتخب المغربي مشواره في نهائيات كأس أمم افريقيا بمواجهة نظيره التنزاني لحساب الجولة الأولى من مرحلة المجموعات. عن طبيعة هذه المجموعة السادسة التي تضم كلا من تنزانياوالكونغو الديمقراطية وزامبيا يقرأ الإطار الوطني حسن مومن التوقعات الممكنة لخصوصية المقابلات التي ستجمع الفريق المغربي مع كل فريق على حدة. في البدء، وصف الإطار الوطني حسن مومن المقابلات التي سيجريها المنتخب المغربي في الدور الأول بالصعبة، فجميع الفرق تستعد جيدا لمثل هذه التظاهرات. إن المرتبة المشرفة التي تبوأها المغرب عالميا في كأس عالم قطر 2022، و هي المرتبة الرابعة، سيزيد من الضغط على الناخب الوطني و على اللاعبين، و سيزيد من تحفيز الفرق المنافسة لخلق مشاكل للفريق الوطني إلى أبعد حد. و يوضح المتحدث في تصريح لرسالة 24، قائلا: إن المقابلات الأولى ستكون مقابلات مفتاح. فالمقابلات الأولى عادة ما يكون الحماس فيها منقطع النظير. فجميع الفرق لا تقبل بالهزيمة. و لا يمكن أن نضع يدنا على كل المؤشرات دون استحضار آخر مقابلة جمعت الفريق المغربي بالفريق التنزاني، والتي انتصر فيها المنتخب الوطني بهدفين نظيفين. و بالتالي، ستكون المباراة المقبلة صعبة لأن المنتخب التنزاني تذوق مرارة الهزيمة من الفريق الوطني، فبدون شك سيكون متكتلا بما يكفي بعدما درس نقاط قوة وضعف المنتخب المغربي مم سيخلق متاعب كبيرة له في الملعب. و يتوقع مومن أن نفس الأسلوب الذي سبق أن لعب به في تنزانيا سيتبعه في المباراة المقبلة. و بالتالي، سيحتم عليه أن يكون سباقا في أخذ المبادرة و فتح ممرات للتسجيل بالرغم من أن ذلك يمكن أن يترتب عليه عواقب ناتجة عن ترك مساحات للخصم. و من المتوقع أن هذا الأخير الذي سيشهر سلاح التكتل إلى الوراء و الاعتماد على المرتدات والكرات الثابتة. بالمقابل، يتوجب على المنتخب المغربي الاعتماد على البناء الهجومي المتريث، و بتركيز عال و بتنويع الهجمات، لأن الخصم سيكون لصيقا بالمنتخب المغربي. فعموما، المقابلة لن تكون بالسهلة. لكن، أعتقد أن المنتخب المغربي يمللك من الأسلحة المتنوعة ما يكفي التي تمكنه من الانتصار في المقابلة الأولى التي تعتبر فرصة لترتيب أوراقه. أما بخصوص المقابلة الثانية، التي سيواجه فيها المنتخب منتخب الكونغو الديمقراطية، فإن أول تحد سيواجهه هو عامل وقت إجراء المقابلة التي ستجرى في الساعة الثانية بعد الزوال إبان ارتفاع درجة الحرارة و الرطوبة الكثيفة في الكوت ديفوار. فكيفية تعامل المنتخب الوطني مع هذه المقابلة ستتحدد بنتيجة المقابلة الأولى. فالفريق الكونغولي يعرف جيدا قوة غريمه، و إمكانياته المحترمة لا تستوجب استسهاله. لكنها، ليست في المستوى التي تمكنه من خلق مشاكل حقيقية للمنتخب المغربي على أرضية الميدان. وهذا لا يمنع من ضرورة سعي منتخبنا إلى زيارة الشباك الكونغولي للمرور إلى المقابلة الثالثة بمنسوب أقل من الضغط، و لتدبير المخزون البدني و التكتيكي و الذهني. فالركراكي على بينة فيما يخص مقومات الفريق الوطني والطريق التي ستمكنه من اجتياز الدور الأول والذهاب إلى أبعد نقطة في هذه التظاهرة الرياضية القارية. و فيما يهم المقابلة الثالثة، و التي ستجمعه بالمنتخب الزامبي، فتتمتع بمعطيات مختلفة، بدءا بموعد إجرائها في الساعة التاسعة مساءا، و بالتالي، بأقل حرارة، ثانيا سيمضي على المغرب إجراء مقابلتين. و بناء على نتائجهما، سيتخذ المدرب قرارات على مستوى تشكيلة اللاعبين وخطة اللعب. فالفريق الزمبي يظل فريقا محترما وجب التركيز معه، لأن الهدف هو تحقيق أهداف إيجابية بالرغم من طبيعة المجموعة التي يوجد فيها و بغض النظر عن إكراهات الطقس. و يؤكد الإطار الرياضي أنه من المفروض على المنتخب أن يظل بنفس القوة في جميع المباريات التى سيخوضها و بنفس وثيرة العطاء و التركيز و الاحترام للخصم بغض النظر عن هويته، و ذلك لإفساح الفرصة أمام نجاح الخطط على أرض الميدان وتحصيل ثمارها. و بنبرة كلها أمل، يعبر الرياضي حسن مومن عن الثقة الكاملة التي يضعها الشعب المغربي في المدرب الوطني وليد الركراكي و الفريق ككل في تقديمهم لمباريات جيدة.