هزيمة مذلة للمنتخب الوطني أمام تنزانيا تبخرت أحلام المنتخب الوطني عقب خسارته المذلة أمام نظيره التنزاني بثلاثة أهداف لواحد زوال أمس الأحد بالعاصمة التنزانية دار السلام، في الحفاظ على حظوظ التنافس على بطاقة العبور إلى الدور القادم من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014. وبات الفريق الوطني يحتل المركز الثالث عن المجموعة الثالثة برصيد نقطتين فقط، مقابل 7 نقاط للكوت ديفوار المتصدرة، و6 لتنزانيا الثانية، فيما تتذيل غامبيا الترتيب بنقطة واحدة، ويتبقى للمنتخب المغربي مباراتان أمام غامبيا وتنزانيا بالمغرب، ومباراة أخيرة أمام الكوت ديفوار بأبيدجان. وخاض الفريق الوطني المباراة، بسبعة لاعبين من البطولة الاحترافية مقابل أربع محترفين، حيث أشرك كلا من نادر المياغري وزكرياء بركديش يونس حمال وعبد الرحيم شاكير ويونس بلخضر وعصام عدوة وكمال الشافني وعبد العزيز برادة وشهير بلغزواني وعبد الإله الحافيظي وحمزة بورزوق. وبدأ أصحاب الأرض اللحظات الأولى من المباراة بقوة، حيث كادت هجمة خطرة في الدقيقة الثانية عبر تسديدة من اللاعب التنزاني داخل منطقة الجزاء لامست قدم زميله، أن تعلن عن هدف مبكر للتنزانيين، بيد أنها اصطدمت بالقائم العلوي لمرمى المياغري أمام دهشة الجميع. واستمر المنتخب التنزاني في ممارسة الضغط نسبيا على الفريق الوطني، خاصة التنزانيين الذين كانوا أكثر مبادرة واستحواذا على الكرة، في المقابل ظهرت ثغرات كثيرة في الدفاع المغربي، خاصة الجهة اليمني التي يشغلها يونس بلخضر، حيث شكل الأخير نقطة ضعف استغلها المنتخب التنزاني للانسلال، لكن الهجمة مرت بسلام. وكان على عشاق «أسود الأطلس» الانتظار إلى الدقيقة التاسعة لمشاهدة أول تهديد مغربي إثر ركنية هي الأولى لصالح الفريق الوطني، إلا أن رأسية حمزة بورزوق مرت محادية، والذي عاد مرة أخرى في هجمة مرتدة، لكن تمريرته كانت سيئة للغاية. وبدأ المنتخب الوطني يدخل في المباراة شيئا فشيئا، رغم أن التنزانيين وجدوا سهولة في الوصول لمنطقة «أسود الأطلس»، ومرة أخرى بورزوق لم يتعامل مع تمريرة الحافيظي المنسل من الجهة اليسرى لأصحاب الأرض، ويستمر مسلل إهدار الفرص من طرف المهاجم الرجاوي. وتلتها بعد ذلك تسدية من 30 متر ل عدوة صدها الحارس التنزاني، وتابعها بورزوق، لكن الكرة خرجت إلى ركنية لم تشكل أي خطورة على مرمى «تايفا ستارز»، ورد بوبكر سالو بتسديدة صاروخية من بعيد في أحضان المياغري، تلتها قذيفة أخرى أبعدها مرة أخرى المياغري. وسدد شهير بلغزواني الذي كان انشط العناصر الوطنية بتحركاته وانسلالاته في الجهة اليسرى مقوسة لكن الحارس أبعدها، ولاحت ل «أسود الأطلس» محاولة في الدقيقة 27 لم يستغلها الفريق الوطني لتتحول الكرة للجانب التنزاني في هجمة مرتدة لم تخلق أي مشاكل للدفاع المغربي، ثم هجمة منسقة من العناصر الوطنية، لكن رأسية بورزوق علت العارضة، فأخرى مرت محاذية من القائم إثر عرضية من برادة. ومع بداية الشوط الثاني وأول لمسة للبديل توماس أوليموينغو الذي استغل سوء التغطية الدفاعية، أحرز هدف التقدم في الدقيقة 46، لتزداد الضعوط على العناصر الوطنية، ولاحت فرصة لبورزوق لم يتعامل معها بشكل الجيد، كما أن الحكم الشرط أعلن تسلل المهاجم الرجاوي. وكاد التنزانيون أن يضيفوا هدفا ثانيا بعد خطإ ساذج من عبد الرحيم شاكير، لكن الكرة مرت بسلام إلى الركنية، في ظل مواصلة أصحاب الأرض الضغط على الفريق الوطني لتعزيز النتيجة، مقابل تراجع اللاعبين المغاربة، ما جعل الناخب الوطني يضطر إلى إجراء تعديل بإشراك يوسف العربي بديلا لشهير بلغزواني. وسنحت فرصة لبركديش المنسل من الجهة اليسرى، إلا أنه فضل تمريرة الكرة بدل التسديد، مضيعا بذلك فرصة التعديل، تلتها عرضية لم ينجح بورزوق في تحويلها للشباك، وواصل اللاعبون المغاربة اندفاعهم نحو مرمى الحارس، ولكنهم وقعوا أكثر من مرة في مصيدة التسلل. وفي الدقيقة 67، قضى مهاجم نادي مازيمبي الكونغولي مبوانا ساماتا الهدف الثاني على أحلام المغاربة في العودة، بعدما انسل من الجهة اليسرى مستغلا تمريرة زميله في ظل سوء التغطية الدفاعية من طرف يونس حمال، ليلجأ الطاوسي إلى التغيير مجددا، إذ أقحم إبراهيم البحري بدلا من عبد العزيز برادة. وأبعد الحارس التنزاني تسديدة العربي إلى الركنية لم يستغلها لاعبو الفريق الوطني، ولاحت فرصة سانحة لتقليص الفارق، غير أن رأسية بورزوق غير المحظوظ مرت عالية بسنتيمترات قليلة، في وقت تصدى المياغري لصاروخية تنزانية من خارج المنقطة، ووجد لاعبو «تايفا ستارز» سهولة في اختراق الدفاع المغربي. وأشرك الطاوسي نور الدين أمرابط بدل عبد الإله الحافيظي، لكن الفريق الوطني تلقى ضربة موجعة بعد أن انسل توماس من الجهة اليمنى ويستغل سذاجة شاكير الذي طرد من المباراة، ويمرر الكرة لساماتا ليسجل الأخيره الهدف الثالث والثاني له، وبالتالي حسمت المباراة لصالح منتخب «تايفا ستارز» الذي كاد قريبا من زيارة شباك المياغري للمرة الرابعة، لكن الأخيرة تصدى لها، فيما ارتطمت الثانية بالقائم. ووقع البديل يوسف العربي هدف حفظ ماء الوجه، عندما استغل خطأ صبيانيا للحارس التنزاني إثر عرضية في الدقيقة (94)، ليعلن الحكم نهاية المباراة بخسارة مذلة، بات معها الفريق الوطني بحاجة إلى معجزة لكي يعود فقط لأجواء المنافسة على بطاقة التأهل للمونديال.