تعرض المنتخب الوطني لهزيمة تاريخية بدار السلام بثلاثية نظيفة أمام المنتخب التانزاني، ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2014، وهي هزيمة “العار” التي لا يمكن محوها من تاريخ كرة القدم المغربية. و لم يمض على صافرة البداية سوى دقيقتين فقط، قبل أن يقع الدفاع المغربي في خطأ فادح في تشتيت الكرة، ليستغل كازي موتو الفرصة ويصوب كرة قوية ارتطمت بالعارضة، في أول تهديد حقيقي لمرمى الحارس نادر المياغري. و واصل المنتخب التانزاني ضغطه الكبير على دفاع المنتخب الوطني طوال الدقائق الأولى من المباراة، إذ شكل خطورة واضحة، خاصة عبر انطلاقات لاعبيه على الأطراف حيث وجد المساحات الفارغة. أما أولى الفرص السانحة للتسجيل من جانب أسود الأطلس، فقد جاءت في الدقيقة التاسعة، من ركنية نفذها عبد العزيز برادة إلى القائم الأول، ليرتقي حمزة بورزوق لكرته ويصوبها برأسية قوية مرت بجانب القائم الأيسر بقليل. و بعدها بثواني معدودة، شن المنتخب الوطني هجمة مرتدة خاطفة على مرمى تانزانيا، لكن حمزة بورزوق عاد ليهدرها بغرابة، بعد تمريره كرة قوية طالت زميله بلغزواني، الذي كان في موضع جيد داخل منطقة الجزاء. و في الدقيقة الثالثة عشر، بدأ المنتخب في دخول أجواء المباراة وفرض سيطرته على مجريات اللعب، وتمكن الحافيظي من التوغل على الجهة اليمنى وتمرير كرة أرضية إلى بورزوق على بعد أمتار من المرمى، لكن تسديدته ذهبت ضعيفة لأحضان الحارس التانزاني. أسود الأطلس حافظوا على خطورتهم على مرمى المستضيف، و جاءت تصويبة قوية من عصام عدوة تصدى لها الحارس بصعوبة، قبل أن ترتد إلى حمزة بورزوق، الذي حاول متابعتها داخل المرمى، لولا أن الحارس عاد ليتألق وينقذ هدفاً محققاً. وكان النجم المحترف في الدوري الفرنسي شهير بلغزواني أخطر العناصر الوطنية على رقعة الملعب، وجاءت تسديدة خطيرة من تصويبه في الدقيقة الخامسة والعشرين، تألق حارس تانزانيا في التصدي لها بصعوبة. ثم رد أصحاب الأرض من هجمة مرتدة سريعة، انتهت بعرضية من الجهة اليمنى، قابلها المهاجم برأسية قوية ذهبت فوق المرمى بسنتمترات قليلة، إذ بدا أن المنتخب المغربي سيعاني كثيراً من المرتدات السريعة للخصم. وبعد مرور نصف ساعة كاملة من اللعب، أضاع المنتخب فرصتين متتاليتين للتسجيل، من عرضية حوّلها بلغزواني بتسديدة على الطائر بين يدي الحارس، وأخرى حوّلها بورزوق برأسية غير مركزة، ذهبت عالياً فوق المرمى. وعلى بعد سبع دقائق من نهاية الشوط الأول، حصل المنتخب على فرصة جديدة للتسجيل، بعد عرضية متقنة أرسلها عبد العزيز برادة من الجهة اليمنى، قابلها بورزوق برأسية قوية مرت بمحاذاة القائم الأيمن من مرمى تانزانيا. ومع انطلاق الشوط الثاني، جاء هدف السبق من جانب أصحاب الأرض بعد استغلال خطأ فادح من خط الدفاع، ليتربك الأسود ويتخوّف الجميع من سيناريو سيء، في الأدغال الأفريقية. ثم بعدها بخمس دقائق، ساند كمال الشافني خط الهجوم و سدد كرة ارتطمت بالدفاع، ليأتي العقاب القاسي من جانب تانزانيا، بعد هجمة مرتدة انتهت بانفراد واضح للمهاجم، اثر خطأ فادح من الدفاع، ليسدد الكرة بسهولة على يسار الحارس. هذا الهدف أجبر المنتخب الوطني على مضاعفه جهوده لتسجيل هدف تقليص النتيجة، وجاءت فرصة من تصويبة متقنة ليوسف العربي، حاول إسقاطها من فوق الحارس، لكن هذا الاخير تدخل بشجاعة وأبعدها للركنية. وظل المهاجم بورزوق سيء الحظ، بعدما تلقى عرضية جيدة من الجهة اليمنى، حولها برأسية قوية ذهبت فوق المرمى بقليل، ثم حصل البديل البحري على فرصة للانفراد بالحارس في الدقيقة الخامسة والسبعين، لكن الحكم احتسب عليه تسللا غير موجود. في حين ان الخطورة لم تغب عن المنتخب التانزاني، إذ واصل تسديداته القوية على مرمى المياغري، ثم رد المنتخب الوطني من هجمة سريعة، انتهت بخطأ من الحارس، لكن الحافيظي لم يتمكن من استغلال الفرصة جيدا، ليسددها في الدفاع. ولم تتوقف الأخطاء الدفاعية للمنتخب الوطني عند هذا الحد، بل تواصلت بخطأ فادح من اللاعب شاكير، استغله توماس جيدا ليمرر الكرة إلى زميله ساماتا أمام المرمى، ويضعها بسهولة داخل الشباك، معلنا عن فوز تانزانيا بثلاثية تاريخية. وشهدت الدقائق المتبقية من عمر المباراة استعراضا كبيرا من جانب أصحاب الأرض، بكرتين متتاليتين في العارضة، واتضح إن لاعبي المنتخب الوطني شعروا بالإرهاق والعار، وينتظرون فقط اطلاق صافرة النهاية. و انتظر المنتخب الوطني حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، لتسجيل هدف تقليص النتيجة عن طريق المهاجم يوسف العربي بعد استغلاله خطأ فادحاً من حارس المرمى.