تصدر وسم "المغاربة لا يخاطبهم إلا ملكهم" تراند منصة "إكس"، ردا على خالد مشعل القيادي في حركة حماس الذي وجه خطابا للمغاربة أثناء مشاركته في المهرجان التضامني مع الشعب الفلسطيني، و المنظم من قبل حزب العدالة والتنمية. و دعا فيه المغاربة إلى مطالبة قيادة البلاد من أجل قطع علاقات التطبيع مع إسرائيل. هذا الخطاب اعتبره الناشطون على المنصة الافتراضية تدخلا في الشؤون الداخلية للبلاد. و في هذا الصدد، قال عبد الصمد بلكبير المحلل السياسي في تصريح ل"رسالة 24″ إن الملاحظة العامة للشأن السياسي في قطاع غزة تقر بأن حماس تعرف خلافا داخليا بين القيادة الخارجية والداخلية للحركة. و لذلك، لا يجوز أن نحسب على قيادة الداخل ما تصرح به قيادة الخارج. و يستطرد محللنا السياسي أن التناقضات بين هذين الطرفين ليست بالجديدة، بل ظهرت جليا إبان ما يسمى بالربيع العربي حينما صدر عن خالد مشعل تصرفا والذي اقترف فيه أخطاء جسيمة جدا مثل ما فعل العديد من الإخوان سواء في مصر أو سوريا. و يردف قائلا إن مشعل تدخل في شؤون دول من المفروض أن يدعمها لا أن يحاربها و هو ما حصل مع سوريا بالخصوص. ويرى الأستاذ بلكبير في هذا الخصوص أنه حتى لو كان هناك مشكلة مع النظام لا يجوز أن ينعكس ذلك في علاقتك مع الشعب السوري، فقد أهان الدولة السورية والشعب السوري معا، مع العلم أن سوريا هي من احتضنته أول مرة، و تحتضن عدد كبير من الفلسطينيين. "و شخصيا، طالما عاتبت حماس، و طالبتها بأن تعتذر للدول التي تدخلت في شؤونها الداخلية". و يردف قائلا إن التصحيح الذي وقع داخل حماس أدى إلى المصالحة سواء مع النظام في مصر الذي تبث أنها تدخلت في شؤونها خلال الثورة، لتتدارك الأمر و تصلح العلاقات معها ونفس الأمر وقع مع سوريا حينما ذهب وفد إلى لقاء بشار الأسد. اكن، للأسف، يعود خالد مشعل في خرجة جديدة عقب حرب 7 أكتوبر متحرشا فيها بالمغرب. و يستطرد قائلا: إن ما دفع حماس لاتخاذ قرار هذه الحرب هو تصحيح خطها السياسي أي عودتها من نظرية عولمة الإسلام السياسي المؤسسة على إيديولوجية " الإخوان " إلى الواجب والحقيقة بمعنى أن تشتغل في الحدود الوطنية بعيدا عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى و هذا سبب نجاحها. و يرى المحلل السياسي أن خالد مشعل بدأ بالتشويش على الحركة، و يصدر تصرفات توحي بأنه القائد، وهذا ما يدل على أن "السنوار " فسخ الاتفاق الذي عقدته القيادة الخارجية في قطر، ليؤكد على أن القيادة الداخلية هي التي ترتدي بدلة القيادة الحقيقية. و يعتبر الأستاذ بلكبير أن تصرفات خالد مشعل ليست بالجديدة، هو مجرد سلوك يعود للإخوان المسلمين تتخلله أخطاء كثيرة و قاتلة تولد عنه نتائج مضرة بحركة حماس. و بالمناسبة، هذا التناقض الذي يعرفه المشرق مازال موجودا بالمغرب تحديدا في حركات الإسلام السياسي، يوجد من استوعب الحس الوطني للقضايا المغربية و يدري جديا علاقة المملكة بالقضية الفلسطينية وهناك من مازال لم يدرك بعد ذلك.