انتفض حكام بطولة القسم الوطني الأول لكرة القدم "النخبة"، ضد الانتقادات الحادة التي تعرضوا لها خلال الموسم الجاري، وقرروا حمل شارات سوداء خلال الدورة التاسعة التي انطلقت منذ الجمعة الماضية، ويسدل عليها الستار غدا الإثنين بمباراة شباب الحسيمة ضد الفتح الرباطي، وكان الحكم داكي رداد الذي أدار مباراة المغرب الفاسي ضد النادي القنيطري ليلة الجمعة الماضية بمركب فاس وانتهت بصفر لمثله، قد ظهر بشارة الاحتجاج، وبعده ظهر الحكم عبد الله بوليفا والطاقم المساعد له، بالشارة خلال اللقاء الذي جمع بمركب "الفوسفاط" أول أمس السبت بين أولمبيك خريبكة ووداد فاس، مع لإشارة إلى أن الفريق الخريبكي احتج على بوليفة بعدما أعلن عن ضربة جزاء لفائدة الواف، لكن اللاعب الجناتي لم يحسن استغلالها، كما شهدت باقي المباريات التي أقيمت أمس الأحد، حمل الحكام شارات سوداء. وأصدر الحكام بلاغا عبروا فيه عن استيائهم من الانتقادات الكبيرة التي تعرضوا لها من طرف بعض المسيرين، مؤكدين أن الحملة الشرسة التي يتعرضون لها من طرف مسؤولي بعض الأندية وبعض المنابر الإعلامية، دفعتهم إلى اتخاذ قرار الاحتجاج، كما هددوا بالتصعيد في حال تواصلت الانتقادات "المجانية" ضدهم. في موضوع متصل أكد مصدر من داخل اللجنة المركزية للتحكيم، أن أعضاء هذه الأخيرة تفاجؤوا بحكام الدورة التاسعة يحملون شارة الاحتجاج، وأضاف المصدر أن الاحتجاج حق مشروع، ولا يمكن للجنة أن تتدخل لفرض أمور بعينها على "قضاة الملاعب"، وأكد المصدر أن الهجمة الشرسة التي تعرض لها حكام يشهد لهم بالنزاهة والكفاءة، من طرف بعض المسيرين أثارت حفيظة الحكام ودفعتهم إلى الاحتجاج بعدما نفذ صبرهم، في أفق اتخاذ خطوات أخرى في حال مواصلة المس بكرامتهم على حد تعبير المصدر، مبديا استياءه الشديد من تصرفات بعض المسيرين تجاه الحكام، وقال إن الحكم أصبح "الحائط القصير" الذي يسهل القفز عليه، والشماعة التي يعلق عليها بعض المسيرين أخطاءهم، وطالبهم بالانكباب على تصحيح اختلالات أنديتهم وتصحيح مكامن ضعفها، عوض إلقاء اللوم على الحكم الذي يبقى بشرا يمكن أن يخطئ ويصيب، وشدد المصدر على أن الأخطاء لن تزول من عالم كرة القدم وتحصل في أشهر الدوريات العالمية. وكان مشكل التحكيم قد طفا على السطح بقوة خلال الموسم الجاري، حيث شن الوداد احتجاجا حادا على الحكم هشام التيازي الذي قاد ديربي نصف نهائي كأس العرش ضد الرجاء، وحمله مسؤولية الإقصاء من المنافسة، بعدما أعلن عن ضربة جزاء لفائدة الفريق "الأخضر"، بعدما كان الوداد متقدما بهدف لصفر، قبل أن يعدل الرجاء النتيجة وأنهى اللقاء لصالحه بثلاثة أهداف لهدف، وطالب رئيس الوداد بإيقاف الحكم التيازي، وعدم تعيينه مستقبلا لمباريات فريقه. ويوم الأربعاء الماضي تعرض الحكم يوسف لهراوي لاحتجاج شديد من طرف عبد الإله أكرم، حيث حمله مسؤولية الهزيمة أمام الفتح الرباطي بهدفين لهدف في اللقاء المؤجل عن الجولة الخامسة. وعلاقة بالموضوع أكدت مجموعة من المصادر المهتمة بالشأن الكروي الوطني، أن الحكام المغاربة مطالبون بالاجتهاد أكثر والاطلاع على مستجدات اللعبة، مؤكدين أن اللجنة المركزية للتحكيم مطالبة أيضا بالتحرك لتنظيم الدورات التكوينية من المستوى العالي للحكام وبشكل مستمر للرقي بمجال التحكيم إلى مستويات أفضل، واعتبروا أن بعض الأخطاء المرتكبة من طرف الحكام وإن كانت غير مقصودة، تكون مؤثرة جدا وتدفع الأندية ثمنها غاليا، مما يدفعها إلى الاحتجاج بحدة على القرارات التحكيمية.