حمل حكام الدوري المغربي للمحترفين إشارات سوداء خلال لقاءات الجولة التاسعة من الدوري، تعبيراً على الاحتجاج على الانتقادات التي تلقوها في الأسابيع الأخيرة من كل المتدخلين في اللعبة من لاعبين وجمهور ومسيرين وخصوصاً من طرف الإعلام المغربي الذي يترصد لكل خطأ كبير أو صغير و وضع الحكام في موقف حرج . وجاءت قمة الاحتجاجات بعد نصف نهائي كأس العرش والذي جمع قطبي البيضاء الرجاء والوداد وانتهى أخضر 3-1 بعد اللجوء لشوطين إضافين، وكان الجدل كبيراً حول ضربة الجزاء التي منحها الحكم هشام التيازي للرجاء على بعد أقل من دقيقتين على نهاية الوقت الأصلي وأعطت هدف التعادل في اللقاء . و كثر الجدل حول شرعية ضربة الجزاء واختلف المحللين القنوات التلفزية المغربية، حتى أظهر صورة التقطها أحد المصورين أن الحكم كان محقا في تقديره بشكل كبير، لكن ذلك لم يوقف هجوم الوداد البيضاوي على التحكيم والذي استمر لغاية لقاءه الموجل أمام الفتح الرباطي والذي خسره الفريق الأحمر 1-2 . ولم يسلم عدة حكام من الإنتقادات كمحسن مبروك و عمر لحلو و يوسف الهواري وحتى محمد يارا الذي وجد نفسه يقوم بتحكيم مقابلتين عن الجولة الخامسة من الدوري المغربي في قرار أثار إستغراب الجميع . وشكل أحد برامج التحكيم في قناة مغربية ضغطا كبيراً على الحكام بعدما فضح الكثير من الأخطاء وخصوصا ضربات الجزاء والتي يخشى الحكام المغاربة الإعلان عنها بشكل يثير الشك و يؤشر على الخوف وعدم الثقة في النفس . كما حدثت عدة مشاكل بين الحكام واللجنة المركزية للتحكيم في الاتحاد المغربي نتيجة الانتقادات المتبادلة حول قضية الشارة الدولية، والتعيينات التي تستثني عدة حكام وغياب التأمين على الحياة منذ الخروج من البيت وليس في الملعب الملعب فقط وغيرها من القضايا التي جعلت حكام مدينة فاس يؤدون ثمنها غاليا حيث لم يعد يعينون في الدوري المغربي، كما توفي حكم أثناء عودته من مقابلة في كرة القدم، ولازال وضع الحكم الدولي رمسيس غير واضح تماما منذ إصابته بكسر في عنقه . وأقر الحكام الاحتجاج بقوة بعدما استفحلت ظاهرة الإنتقادات والتي تحولت من الحديث عن الأخطاء للتشكيك في نزاهتهم من طرف بعض الإداريين، لكنهم أيضا فتحوا جبهة ضد الإعلام واتهموه بتأليب الرأي العام الرياضي ضدهم عبر التشكيك في قراراتهم و الحديث عن أخطائهم بشكل مبالغ فيه، ووجهوا نقدا لبرامج رياضية إذاعية و تلفزية على الخصوص. و جاء الرد من الإعلام بسرعة حيث تضامن زملاء المهنة ضد الحكام المغاربة وعبروا عن استنكارهم لبيانهم، مؤكدين أن الأخطاء تبقى واردة وبشرية وأنهم يتفهمون أن التقنية تعطيهم مجالاً واسعاً لمعرفة الخطأ عكس الحكم المطالب بقرار سريع وحاسم . وكانت بداية الدوري المغربي شهدت تألق الحكام الشباب وقيادتهم للقاءات بشكل جيد أفرح المتتبعين، لكن الأخطاء عادت بقوة للظهور في الجولات الثلاث الماضية وهو ما يجب على الحكام نفسهم مراجعته بدل الدخول في مناوشات مع الجميع و كأنهم يحاربون أنفسهم أولاً لكون الانتقادات جاءت من إطارات شريكة في اللعبة وليست خارجة، والوقوف على الأخطاء وتحليلها ليس ظاهرة مغربية ففي كل البطولات العالمية هناك برامج تحكيمية تحاول أن تقف على دور الحكم في اللقاء و تصحح الأخطاء وليس تفضحها كما صورها الحكام المغاربة . ورغم تواجد عدة حكام خبراء في اللجنة المركزية للتحكيم ويعرفون جيدا دور الإعلام بل شارك بعضهم كخبير في برامج رياضية، إلا أنهم تحولوا فجأة للنقيض حين دخلوا مركز المسؤولية ودافعوا عن أخطاء الحكام بذل أن يقوموا بتصحيحها وعقد لقاءات تكوينية وتواصلية مع كل المتدخلين . وتبقى أمنية الجميع أن يكون التحكيم المغربي داخلياً شبيهاً بما يقدمه على الصعيد القاري والدولي، حيث كان المرحوم سعيد بلقولة قد قاد نهائي كأس العالم 1998، كما قاد مؤخراً الحكم بوشعيب لحرش نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الترجي والأهلي المصري و أشاد به الطرفين .