استقبل رئيس المجلس العسكري الحاكم في غينيا الكولونيل مامادي دومبويا، الأربعاء على أرض المطار في كوناكري حوالي خمسين من مواطنيه لدى عودتهم من تونس على متن طائرة استأجرتها الحكومة لإجلائهم من البلد العربي حيث تصاعدت الهجمات ضد المهاجرين الأفارقة منذ التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها الرئيس قيس سعيد. وهذه أول رحلة تنظمها الحكومة الغينية لإجلاء مواطنيها من تونس منذ الخطاب الناري الذي ألقاه سعي د قبل أسبوع ودعا فيه إلى اتخاذ "إجراءات عاجلة" ضد المهاجرين الأفارقة المقيمين بصورة غير نظامية في بلده. وقال سعيد إن وجود هؤلاء المهاجرين غير النظاميين في تونس هو مصدر "عنف وجرائم" وجزء من "ترتيب إجرامي" يهدف إلى "تغيير التركيبة الديموغرافية لتونس". وما أن حطت الطائرة في مطار كوناكري حتى ترجل منه العائدون وفي مقد مهم نساء يحملن أطفالهن الرضع. وكانت الرئاسة الغينية قالت في بيان إن الوزير كوياتي أرسل إلى تونس على متن طائرة استأجرها المجلس العسكري الحاكم "للذهاب على وجه السرعة لمساعدة الغينيين". بدورها، أعلنت ساحل العاج الأربعاء أنها بدأت "عمليات إعادة إلى الوطن" من تونس لنحو 500 مواطن. وقال المتحدث باسم الحكومة العاجية أمادو كوليبالي عقب اجتماع لمجلس الوزراء إن "الأمر الأكثر إلحاحا هو إنقاذ الأرواح ومنع وقوع إصابات"، مشيرا إلى أن رحلات العودة هذه يمكن أن تتم في غضون 24 إلى 72 ساعة. وكانت منظمات حقوقية تونسية عديدة ند دت بخطاب سعي د، معتبرة إياه "عنصريا " ويدعو "للكراهية". وأثار الخطاب في تونس موجة ذعر في صفوف المهاجرين من جنوب الصحراء الذين أبلغوا مذ اك عن تصاعد الهجمات ضد هم فيما هرع عشرات منهم إلى سفاراتهم لإعادتهم إلى بلادهم. وبحسب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، يقيم في تونس البالغ عدد سك انها 12 مليون نسمة، أكثر من 21 ألف مهاجر من دول أفريقيا جنوب الصحراء، معظمهم في وضع غير نظامي.