وصف الرئيس التركي زلزال "مرعش" 2023 بأكبر كارثة عاشتها تركيا منذ زلزال "أرزينجان" 1939، هذا الزلزال الذي كانت بؤرته المدمرة على الحدود التركية السورية، أضافت مأساة الكوارث الطبيعية إلى قائمة المآسي التي يعيشها الشعب السوري. و لحدود الساعة، تقول الأنباء الرسمية أن الزلزال حصد أكثر من 9500 شخصا بين تركياوسوريا. وفي هذا السياق، سبق أن تجرع المغرب مرارة الزلزال في مدينتي أكادير والحسيمة باعتبار أن المغرب يتموقع في شمال إفريقيا المهددة هي الأخرى بالموجات الزلزالية. هول الدمار الذي خلفه الزلزال التركي، بث في نفوس المغاربة الرعب من إمكانية أن يشهد المغرب، لا قدر الله، مثله. للإجابة، أجرت "رسالة24" حوارا مع محمد بنمخلوف أستاذ علم الجيولوجيا بجامعة الملك السعدي. بداية، ماهي العوامل الطبيعية المسؤولة عن حدوث مثل هذا الزلزال المدمر؟ تعد منطقة الأناضول من أكثر المناطق تكتونية في العالم حيث توجد أغلب مناطق تركيا وبعض مناطق سوريا وإيران على صفيحة الأناضول وهذه الأخيرة تتموقع بين صفيحتين كبيرتين تتحركان وهما الصحيفة العربية في الجنوب والصحيفة الأسيوية شمالا ويوضح بمنخلوف أن الصحيفة العربية في العصر الحالي تتحرك شمالا وأكد الخبراء أن سرعة حركتها تبلغ سنتمترين في السنة وتصطدم بالصحيفة الأناضولية هذا الاصطدام تسبب في صدع كبير يسمى الصدع الأناضولي وهو المتسبب للأسف في هذا الزلزال التركي السوري. هذا الصدع، يؤدي إلى انفلات طاقة مخزونة في باطن الأرض. و هناك تواز بين حجم الصدع و كمية الطاقة المنفلتة… فكلما كان الصدع كبيرا كلما كانت الطاقة كبيرة، و هي التي تطلق على شكل موجات زلزالية قوية وعنيفة. هل يمكن التنبؤ بحدوث الزلزال؟ لا توجد أي وسيلة تمكن من التنبؤ بحدوثه، فلو كانت الإمكانية لاستغلها اليابانيون المتقدمون في علم الزلازل. فقط يمكن أن أوضح أن القشرة الأرضية تتكون من عدة صفائح بعضها تتقارب و الأخرى تتباعد، حركة التقارب والتباعد هذه هي المسؤولة عن حدوث الزلازل، والخبراء على علم بالمواقع المهددة التي تعرف الصدوع النشيطة تكتونيا ويتتبعون نشاطها. بما أن المغرب سبق أن عاش كابوس الزلازل. هل يمكن أن يعيش المغرب نفس السناريو التركي؟ صحيح أن هناك تشابه بين منطقة شمال المغرب ومنطقة الأناضول التي وقع فيها الزلزال.لكن الفرق الكامن بين المنطقتين أن صدوع الشمالية المغربية قصيرة لا يتعدى الصدع 10 أو 15 كلم مقارنة بنظيرتها الأناضولية الذي يصل فيها الصدع إلى 100 كلم لهذا نجد الزلازل التي ضربت المغرب في غضون ثلاثين السنة الماضية لا تتعدى6.1 على مقياس سلم رختر. و بالتالي، من المستبعد أن يعيش المغرب مثل هذا الزلازل التركي المدمر.