ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 7.9 درجة وسط تركيا وشمال غرب سوريا يومه الإثنين 06 فبراير، مما أسفر عن مقتل المئات إذ انهارت مبان في المنطقة التي تكسوها الثلوج، فيما بدأ البحث عن ناجين محاصرين تحت الأنقاض. وشعر سكان قبرص ولبنان بالزلزال الذي وقع في وقت مبكر من صباح اليوم. وقال إردم، وهو من سكان مدينة غازي عنتاب التركية القريبة من مركز الزلزال "لم أشعر أبدا بأي شيء كهذا خلال الأربعين عاما التي عشتها". وأعلنت وكالة مكافحة الكوارث التركية أن 76 شخصا قتلوا وأصيب 440 بينما سارعت السلطات بإرسال فرق إنقاذ وطائرات إمدادات إلى المنطقة المتضررة، بينما أطلقت "إنذارا من المستوى الرابع" يستدعي مساعدة دولية. وقال مكتب الرئيس رجب طيب أردوغان في بيان إن الرئيس تحدث هاتفيا مع حكام ثمانية أقاليم متضررة لجمع معلومات عن الوضع وجهود الإنقاذ. وذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن أكثر من 200 شخص قتلوا وأصيب العشرات معظمهم في محافظات حماة وحلب واللاذقية حيث هدمت العديد من المباني. فيما أعلن الرئيس التركي، قبل قليل عن ارتفاع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد فجر اليوم إلى 912 قتيلا و5383 مصابا. وفي تصريح من مقر إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد)، قال أردوغان إنه وفق الاحصاءات الأخيرة بلغت قوة زلزال قهرمان مرعش، 7.7 درجات على مقياس ريختر، وقد خلف خسائر كبيرة واستنفرنا كل الوسائل لتجاوز آثاره، مشيرا إلى أن "أولويتنا هي عمليات الإنقاذ ولدينا 9000 عنصر من فرق الإنقاذ تمارس عملها". وكشف أن "زلزال مرعش يعد أكبر كارثة عشناها منذ زلزال أرزينجان عام 1939"، مؤكدا أن "دولتنا تحركت عبر كافة مؤسساتها على الفور منذ لحظة وقوع الزلزال وولاياتنا استنفرت كل إمكانياتها". وأعلن أردوغان "تكليف 10 ولاة للعمل على مساعدة الولايات العشرة المتضررة جراء الزلزال". وذكرت وكالة "الأناضول" أن أردوغان يشرف على عمليات البحث والإنقاذ المتعلقة بزلزال قهرمان مرعش، من مقر إدارة الكوارث والطوارئ. هذا وتلقى أردوغان، إحاطة من ولاة أضنة وملاطية وغازي عنتاب ودياربكر وهطاي وأديمان وعثمانية وشانلي أورفة، حول الزلزال. وأعلن معاون وزير الصحة السوري أحمد ضميرية في تصريح للتلفزيون الرسمي "ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 237 وفاة و639 إصابة". وقال عضو في منظمة الخوذ البيضاء للإنقاذ في مقطع مصور على تويتر "الوضع مأساوي جدا، عشرات المباني انهارت في مدينة سلقين"، في إشارة إلى بلدة تبعد حوالي خمسة كيلومترات عن الحدود التركية. وأضاف المنقذ الذي ظهر في المقطع الذي يظهر شارعا مليئا بالركام أن المنازل "دمرت تماما". عانت العديد من المباني في المنطقة بالفعل من أضرار أثناء القتال خلال الحرب الأهلية السورية التي استمرت قرابة 12 عاما. وقال شهود إن الناس في دمشق وفي مدينتي بيروت وطرابلس اللبنانيتين، نزلوا إلى الشوارع وخرجوا بسياراتهم للابتعاد عن مبانيهم في حالة انهيارها. في غازي عنتاب التركية، قال إردم أيضا إن الناس فروا من منازلهم المهتزة وكانوا خائفين للغاية من العودة. وأضاف عبر الهاتف "الجميع يجلسون في سياراتهم أو يحاولون القيادة إلى أماكن مفتوحة بعيدة عن المباني". وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض على تويتر إن الولاياتالمتحدة "قلقة للغاية" بشأن الزلزال في تركياوسوريا وتراقب الأحداث عن كثب. وأضاف "كنت على اتصال مع المسؤولين الأتراك لإبلاغهم أننا على استعداد لتقديم أي وكل مساعدة مطلوبة". تمتد المنطقة عبر خطوط صدع زلزالي وهي عرضة للزلازل.