لا حديث في البرتغال إلا عن اللقاء الذي سيجمع، يوم غد السبت، المنتخب المغربي مع نظيره البرتغالي برسم دور ربع نهائي مونديال قطر، حيث يأمل كريستيانو رونالدو ورفاقه تخطي عقبة أسود الأطلس وضمان الاستمرار في المنافسة على اللقب. ويبدو أن طموح وثقة المنتخب البرتغالي في معانقة اللقب، لأول مرة في تاريخه، في مشاركته الثامنة في هذا المحفل الكروي العالمي، باتا كبيرين خاصة بعد فوزه الكاسح على سويسرا بنتيجة 6-1، في مباراة شهدت تألق الواعد غونزالو راموس بتسجيله أول هاتريك في المونديال. وفي المقابل، فإن فوز أسود الأطلس الملحمي على إسبانيا، وأدائهم البطولي في مباريات الدور الأول تجعل من المنتخب المغربي خصما مستعصيا يثير قلق العديد من الرياضيين البرتغاليين الذين حذروا من قوته وانضباطه. وفي هذا الصدد، حذر المدرب البرتغالي، بيدرو كرافو، في تصريح للمجلة الرياضية (آبولا)، منتخب بلاده قائلا "احذروا المغرب، لقد أوقف إسبانيا تماما"، معبرا عن ثقته في قدرة "برازيل أوروبا" على إقصاء المغرب، الحصان الأسود في هذه البطولة، ومعانقة المجد العالمي. وأضاف أن أسود الأطلس سيحاولون استعمال نفس السلاح الدفاعي الذي سمح لهم باعتلاء مجموعتهم وإقصاء إسبانيا من دور الثمن النهائي، وسيكون اللاعبون في مواجهة ما يتمتع به المنتخب البرتغالي من مهارات فردية وجماعية أكثر شراسة وحدة لكي لا يتركوا لهم المساحات التي يجيدون اللعب فيها. وبنفس نبرة التحذير، أكد، نيلسون ألفيس، الدولي البرتغالي السابق، الذي لعب لكل من بوتو وسبورتينغ لشبونة، أن "المنتخب المغربي ذو قلب كبير جدا"، مضيفا أنه "يقاتل من أجل كل تسديدة كما لو كانت الأخيرة له، ويمارس الكثير من الضغط على حامل الكرة". وتابع، في تصريح مماثل، أن هذا الأمر يصبح "خطيرا جدا خاصة عندما يلعب على الانتقالات السريعة للكرة"، قبل أن يؤكد أن المنتخب المغربي "لديه لاعبون جيدون جدا بشكل فردي وجسماني وتقني"، كما أنهم "جيدون في استكشاف الممرات الثانوية". وغير بعيد عن هذا التحليل، قال المدرب البرتغالي، جواو ترالهاو إنه يرفع القبعة للمنتخب المغربي على الأداء الذي ميزه حتى الآن. وأضاف في تصريح للمجلة ذاتها، أنه على الرغم من ثقته في قدرة منتخب بلاده على الإطاحة بأي منافس، وأن الفوز بحصة عريضة على منتخب سويسرا أعطاه دفعة معنوية قوية للسير بعيدا في هذه المنافسة، فإن ذلك لا يتعين أن يقلل من شأن المنتخب المغربي الذي أظهر تنافسية كبيرة. وبعد أن أشار إلى أن المنتخب المغربي يمتلك لاعبين رفيعي المستوى في جميع مراكز اللعب، أكد أن من بين أهم مميزات هذا المنتخب "العقلية القتالية والشجاعة التي يواجهون بها الخصم"، معتبرا أنه من وجهة نظر فنية، فإنه فريق جد متكامل ومتوازن على مستوى جميع الخطوط. نفس الأمر ينسحب على المدرب البرتغالي، جورج بياكساو، الذي قال في تصريح مماثل، إن "المغرب فريق، ولاعبون جيدون للغاية، أقوياء من الناحية الدفاعية، ويلعبون بتنظيم محكم وبشراسة". وأضاف جورج بياكساو، مدرب اليرموك الكويتي، أن لاعبي المنتخب المغربي "يشعرون بالراحة من خلال اللعب في كتلة منخفضة، ويمكنهم أن يستغلوا المساحة التي قد يمنحها لهم المنافس، في ظل وجود لاعبين بإمكانهم أن يفقدوا الخصم توازنه"، مضيفا أن الأمر يتعلق بمنتخب "مشحون بدعم معنوي قوي ويريد الاستمرار في صناعة التاريخ". وفي المحصلة، فإن المهتمين بالشأن الرياضي والبرتغاليون عموما يرون أن المهمة، أمام أسود الأطلس لن تكون سهلة أبدا أمام "برازيل أوروبا" لكنها ليست مستحيلة، خاصة بعد الأداء الذي بصم عليه منتخب بلادهم ضد نظيره السويسري بفوزه العريض ب 6-1 في مباراة عرفت تألقا لافتا لغونزالو راموس الذي دخل بديلا عن قائد الفريق كريستيانو رونالدو، فهل ينجح منتخب البرتغال في هذه المهمة ؟ أم سيواصل أسود الأطلس الإمتاع والإبهار.