أمام قلة التساقطات التي تعرفها بلادنا و تأثير ذلك على إنتاج الحبوب لهذا الموسم، تواصلنا مع موحى هربو، خبير في المجال الفلاحي، الذي سيجيبنا من خلال هذه الأسئلة عن تداعيات الجفاف على المحصول الزراعي ببلادنا. إلى أي حد تضررت الفلاحة المغربية هذه السنة؟ عدم تساقط الأمطار للسنة الثانية على التوالي أثر بشكل كبير على المحصول الزراعي ككل وأيضا على الفرشاة المائية، ناهيك عن الحرارة المرتفعة التي أدت إلى إتلاف بعض الزراعات. ما تقييمكم لمحصول الحبوب لهذا الموسم في ظل هذا الجفاف؟ أكيد سيتضرر هذه السنة محصول القمح وغيره من الحبوب، لكن في الوقت نفسه هناك بعض المزارعون الذين يعتمدون على تقنية السقي، لن يتضرر محصولهم الزراعي، وفي المقابل يتكبدون خسائر مادية كبيرة على مستوى توفير هذه التقنيات. ما الطرق المثلى للتعامل مع المحصول الزراعي في ظل شح التساقطات المطرية؟ يمكن للمزارعين الذين يتوفرون على الآبار أن يعتمدوا على عملية السقي بالتنقيط، بالإضافة إلى ذلك يجب تزويد الفلاحين ومستخدمي المياه، بأدوات عصرية تمكنهم السقي في حالة شح التساقطات المطرية، ويجب أيضا اعتماد زراعات متنوعة تتناسب مع المناخ السائد هذه السنة. و تجدر الإشارة، أن جلالة الملك نصره الله، أعطى أمره السامي بمساهمة صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بمبلغ ثلاثة ملايير درهم في برنامج استثناءي للتخفيف من آثار تاخر التساقطات المطرية الذي سيكلف غلافا ماليا إجماليا يقدر بعشرة ملايير درهم. ويرتكز هذا البرنامج على ثلاثة محاور رئيسية، يتعلق الأول منها بحماية الرصيد الحيواني والنباتي، وتدبير ندرة المياه، ويستهدف الثاني التأمين الفلاحي، فيما يهم المحور الثالث تخفيف الأعباء المالية على الفلاحين والمهنيين، وتمويل عمليات تزويد السوق الوطنية بالقمح وعلف الماشية، علاوة على تمويل الاستثمارات المبتكرة في مجال السقي. وفي سياق متصل، صرح نائب رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، رشيد بنعلي، أن المبادرة الملكية جاءت سريعة بينما كان الفلاحون ينتظرون بفارغ الصبر مبادرة تمكنهم من مواجهة التداعيات والأعباء الناتجة عن تأخر التساقطات المطرية. ورحب نائب رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، بالمبادرة الملكية، مشيرا إلى أن المهنيين منخرطون وعلى أتم استعداد للمساهمة في تنزيل البرنامج الاستثنائي للتخفيف من آثار تأخر التساقطات المطرية، والحد من تأثير ذلك على النشاط الفلاحي، وتقديم المساعدة للفلاحين ومربي الماشية المعنيين، كما سيوجه هذا البرنامج الإستثنائي لعناية بالفلاحين المتضررين الذين سيستفيدون من التأمين، من خلال صرف تمويلات ستمنح للمجال الفلاحي والفلاح الأمل من جديد لمواجهة التداعيات والاستعداد لموسم فلاحي آخر برؤية وتدابير إستباقية.