أفادت وسائل إعلام إسبانية، أمس الخميس، أن الشرطة الوطنية الإسبانية اوقفت مؤخرا، عصابة اجرامية دولية متخصصة في الهجرة الغير شرعية يتزعمها بنغلاديشيون ، بعدما أوقفت اثنين منهم (رجل وزوجته)، داخل فندق صغير بمدينة أليكانتي، شرق إسبانيا، بينما تم في وقت لاحق، اعتقال ثلاثة أشخاص آخرين ضمنهم مغربيين وبنغلاديشي بمدريد. وكشفت التحقيقات الأولية المنجزة، أن الشبكة الاجرامية البنغلاديشية، متورطة في عمليات واسعة للتهجير سري والاتجار بالبشر، انطلاقا من دول آسيوية في اتجاه أوروبا، عبر المغرب وإسبانيا، وبان العصابة ذات الامتداد الدولي تملك اوكارا آمنة (بيوت)، بكل من طنجة، فاس والرباط التي كانت تتخذ منها قواعد خلفية لإعداد مخططات عمليات "الحريݣ"نحو الخارج، بعد تجميع المرشحين للهجرة الغير شرعية بها في انتظار نقطة الصفر للانطلاق. وأوضح المصدر ذاته، أن الزوجين البنغلاديشيين الموقوفين، كانا يعيشان حياة الرفاهية ودائمي التنقل مابين مدريد والمغرب ودبي، وبأن عملية تهريب شخص واحد فقط، كانت تدر عليهما 12 ألف يورو.
كما كشفت التحقيقات القضائية مع الزوجين المعتقلين، أن تهريب المهاجرين من آسيا إلى أوربا قد يستغرق عاما كاملا، في رحلة طويلة تقدر مسافتها بحوالي 9 آلاف كلم مرورا بأربع دول على الأقل.
كما اعترف الموقوفين، بانهم تمكنوا من تهجير 78 شخصا من بينهم نساء وقاصرين، وبأن نحو الفردوس المفقود، تبدأ بشراء تذاكر الطيران، مع توقف في الهند ودبي، وصولاً إلى مالي، ثم التنسيق مع شبكة لنقل الحراگة عبر الشاحنات مقابل 5000 يورو سرا في اتجاه الجزائر، ثم إلى المغرب لاحقا.
وأكد المصدر نفسه، أن المرشحين للهجرة السرية، يعيشون مختفين داخل البيوت الآمنة، لمدة تتراوح ما بين 5، و6 أشهر، قبل ما يتم نقلهم سرا من طرف متعاونين مع الشبكة الاجرامية إلى الناظور، منها إلى شله الجزيرة الأيبيرية، أو الى جزر شافاريناس، بالضفة الأخرى من المتوسط بالجنوب الإسباني، عبر الزوارق المطاطية السريعة، مضيفة بأن إحدى تلك الرحلات شهدت شهر نونمبر 2019 ، نهاية مأساوية بعدما غرق 7 أشخاص في البحر، بسبب الحالة المتهاكلة للزوارق.
وبدأ التحقيق في القضية منذ شتنبر 2019، بسبب الثراء الفاحش والمفاجىء الذي ظهر على الزوجين البنگلاديشيين، والمشاريع الاقتصادية والتجارية التي أصبحوا يديرانها، مما أثار انتباه الأجهزة الأمنية الإسبانية، التي وضعتهم تحت المجهر، حيث يتابع أفراد الشبكة، بتهم ثقيلة تتعلق لتكوين شبكة اجرامية دولية في الهجرة الغير شرعية، والاتجار بالبشر، والنصب، والتسبب في مقتل 7 أشخاص.