اتصل نائب وزير الخارجية "لآبو بيستلي"يوم السبت الماضي بوكالة أنياء المغرب العربي ليصرح بأن المغرب شريك استراتيجي لإيطاليا وأن العلاقة التي تربط بين البلدين علاقة تاريخية لا يمكن تجاهلها خاصة في الأونة التي تحتاج فيه إيطاليا إلى ترسيخ دورها الريادي في نمو و ازدهار منطقة المتوسطي، و أن الاقتراح القانوني الذي تمت المصادقة عليه من قبل مجلس الشيوخ الإيطالي هو فقط "عمل لمجلس الشيوخ، و لا يمثل قرارا للحكومة الإيطالية". أقوال نائب وزير الخارجية الإيطالي تخالف، بل هي عكس كل ما صرح به شخصيا خلال مداخلته قبل شهر أثناء جلسة التصويت على المقترح 128 بمجلس الشيوخ الإيطالي و الذي يرمي إلى الاعتراف بالجمهوربة الوهمية للمرتزقة، كما أن تصريح السيد بيستلي يحمل بين طياته عدة جمل و عبارات حرفية استعملتها الحقوقية و البرلمانية السابقة سعاد السباعي في رسالة طلب الطعن في المقترح و الذي قدمته إلى رئاسة مجلس الشيوخ الإيطالي مصحوبا برسالة إلى رئيس مجلس الوزراء "رينزي" تطالبه فيها بالتدخل لوقف المهزلة التي يديرها نائب وزير الخارجية و المعادية للمملكة المغربية منبهة إياه إلى االعواقب التي قد تنتج عن الأزمة بين البلدين خاصة في الفترة التي تعرف فيها إيطاليا زلزالا اقتصاديا جعل من المغرب المستقر سياسيا و اقتصاديا البلد العربي الوحيد و الحل الأمثل لإنقاذ المستثمرين الإيطاليين و بالتالي تقوية المقاولات بهذا البلد الأوروبي . وكل هذا إن دل على شيء فإنه يدل على نجاح الدبلوماسية الموازية و على رأسها الجالية المغربية بإيطاليا التي سعت منذ الساعات الأولى لظهور بوادر الأزمة بين البلدين إلى التدخل و الاحتجاج بطريقة سريعة و فعالة للطعن في قرار مجلس الشيوخ الإيطالي و إظهار الحقائق و البراهين التي يجهلها المشرع الإيطالي الذي انساق للأسف وراء الخدع و الافتراءات التي اختلقتها تمثيليات البوليساريو في هذا البلد مستغلة ضعف القوة الضاغطة للمملكة. . ما قامت به الجالية المغربية وخاصة السيدة سعاد السباعي في هذا الموضوع ، لا يمكن تجاهله فإن كانت لا تستحق جائزة (لأن ماقامت به هو واجب وطني على كل مغربي) فعلى الأقل تستحق التقدير و الاحترام خاصة و أنها برهنت عن صحة و حكمة العاهل المغربي محمد السادس في تحريك الجاليات المغربية كديبلوماسية موازية فعالة اتجاه القضية . اتصلنا بالسيدة السباعي بهذا الخصوص فصرحت لنا أنه رغم نصف الاعتذار الذي قدمه السيد "بستلي" عبر القناة الصحفية الرسمية المغربية فإننا نطالبه بدعم المقترح الذي قدمناه إلى نفس المجلس و الهادف إلى الاعتراف بمقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية المغربية كحل أنجع لهذه القضية، كما أقدم تشكراتي للسيد رئيس مجلس الوزراء "رينزي" الذي أبان عن حكمته في إعادة المياه إلى مجاريها و تشبثه الخالص بعدم تعطيل العلاقات الحميمة التي تجمع بين بلدينا، كما أعربت السباعي عزمها و بعون كل أفراد الجالية المغربية بإيطاليا على أيقاف كل المحاولات البئيسة للمرتزقة في تضليل الرأي العام الإيطالي حول قضية الصحراء المغربية.