أكد نائب وزير الشؤون الخارجية الإيطالي، لابو بيستيلي، الذي تستعد بلاده لشغل رئاسة الاتحاد الأوروبي ابتداء من يوليوز المقبل، أن المغرب شريك مفضل في العلاقات المتوسطية لإيطاليا. وأوضح بيستيلي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "الرسائل المتبادلة أخيرا بين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئيس المجلس ماتيو رينزي عشية تنصيبه، يعكس العلاقات الممتازة بين البلدين"، مشيرا إلى وجود جالية مغربية هامة في إيطاليا، وكثافة في المبادلات التجارية والزيارات بين مقاولي البلدين في السنوات الأخيرة.
وقال إن "المغرب، الذي أشيد بالمسلسل الإصلاحي الجاري به، تنظر إليه إيطاليا كمرجع للاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط"، مضيفا أن بلده يعمل من أجل "تعزيز وبناء الشراكة مع المغرب".
وأشار في هذا الصدد إلى أن "جلالة الملك أطلق إصلاحات بطريقة ذكية وبعيدة النظر في الوقت الذي لم تجد السعادة طريقها لبعض الدول".
وأضاف أن البلدين "يمكنها القيام بما هو أفضل من خلال الاستمرار في بناء أسس الصداقة والاحترام والتفاهم المتبادلين"، معتبرا أنه بين إيطاليا والمغرب "لا يمكننا الحديث فقط عن القرب الجغرافي. بل هناك القرب الروحي والثقافي اللذين يربطان شعبيهما مما يعطي مضمونا لحوار خاص مثمر على جميع المستويات".
ولدى تطرقه لتصويت مجلس الشيوخ الإيطالي مؤخرا على مقترح حول الصحراء المغربية، شدد المسؤول الإيطالي على أن الأمر يتعلق ب"عمل لمجلس الشيوخ وليس الحكومة"، مضيفا أن السلطة التنفيذية الإيطالية "على خط مواقف الاتحاد الأوروبي المتعلقة بهذه القضية" إن الأمر يتعلق ب"مقترح وبالتالي عمل غير صادر عن الحكومة بل عن المجموعات البرلمانية".
وقال إن "ما حدث لا يغير موقف صداقة الحكومة الإيطالية مع المغرب كما أنه لن يؤثر أبدا على الجهود المبذولة من أجل التوصل إلى حل سريع وسلمي للنزاع، أو المساس بالجهود الذي بذلتها إيطاليا سواء على المستوى الثنائي أو المستوى الأوروبي والدولي، وبالتالي على مستوى الأممالمتحدة، من أجل مرافقة هذا الحوار الهادف إلى التوصل إلى حل سريع وإيجابي" لقضية الصحراء.
وفي ما يتعلق بالرئاسة الدورية المقبلة للاتحاد الأوروبي، قال بيستيلا إنه حدث خاص سيجري في سياق يتميز بالانتخابات الأوروبية ليوم 25 ماي مع جميع الرهانات التي ستتبع هذه الاستشارة.
واعتبر أن "هذه الانتخابات عبور يتسم بالحساسية والصعوبة، حيث قد تكون أوروبا الهدف من الاحتجاج الشعبي ضد أسس مشروعها"، مؤكدا أن بلاده واعية بأن "الهدفين الأولين للفترة الرئاسية ينبغي أن يكونا حلم المشروع الأوروبي واندماجه السياسي ثم انتعاش الاقتصاد الأوروبي باعتبارها محركا للنمو بعيدا عن الاقتصار فقط على دور الدركي".
وحسب بيستيلي، فإن البحر الأبيض المتوسط يعتبر من بين أولويات الرئاسة الإيطالية للاتحاد الأوروبي. وقال "نعمل من أجل الا تكون هذه المنطقة حدودا، بل قلبا لأوروبا التي ولد فيها الحس الثقافي والروحي الذين يجده مركزه في حوض المتوسط".