يشرح الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، الفرق بين الجينوم والطفرة، مبرزا أن الجينوم يعتبر من بين الجينات التي يحتوي عليها الفيروس، ويتكون من حوالي 30 ألف حرف، ولهذه الجينات دور مهم في إنتاج 10الاف أسيد أميني، ولها دور مهم في تكوين تقريبا 20 بروتين، ولهذا نستخلص أن الجينوم هو الذي ينقل العناصر الجينية للفيروس لمساعدته على التوالد، ويمكن القول، أن تكاثر الفيروس وتوالده هو "الكود الجيني" له هو الجينوم الذي ينسخ ليتكاثر. بينما تختلف الطفرة عن الجينوم، لأن الطفرة تظهر عند حدوث تغيير في عنصر الجينوم، وتتكاثر الطفرة بفعل التوالد لكن في الكثير من الأحيان تقع أخطاء في التوالد، إما في عشرة آلاف أسيد أميني، أو يأخذ الأسيد الأميني مكان الآخر، أو يزيد حمض على حمض آخر مختلف، مما يفسر حدوث أخطاء في جينوم الفيروس، وهذا ما يدعى بالطفرات، وهذه الأخيرة تقع بالمئات يوميا بفيروس كوفيد، مثل باقي الفيروسات التي تقع بها طفرات كثيرة جدا، و لكن هذه الطفرات ليس لها أهمية بقدر الرجوع لعنصر الجينوم الذي يحتوي على ما يقارب 30 ألف حرف وإذا أتلف مثلا حرف واحد من الكتاب فلن يؤثر على دراسة ذاك الكتاب، وهذا بالضبط ما ينطبق على الطفرات الكثيرة، عند وقوعها في مكان حساس، فمثلا في فيروس كوفيد 19 توجد منطقة حساسة تدعى "بروتين سبايك" و بها يرتبط الفيروس بجسم الإنسان. وأشار المتحدث في تصريحه "لرسالة 24،" أن المغرب يركز في مجال الطب وعلم الأوبئة والأمراض، على الطفرات التي تحدث تغييرات، وبعض الطفرات المتحورة، ولها تأثير على الوباء، إذا ظهرت بعض الأعراض، مع زيادة في عدد الوفيات الناتجة عنه، وكذا تحديد مجال انتشاره، وفي هذا الصدد يؤكد المتحدث ذاته، أنه لا يوجد بالمغرب فيروس متحور ذا أهمية، لأن المختصين في مجال الطب يهتمون بكل التفاصيل حتى أبسطها ويتابع الفريق تطور المرض. يوضح المختص في النظم الصحية، " هناك السلالة الأصلية وكورونا فيروس، الذي انتشر في المغرب وفي جل الدول الأوروبية والعربية ككل، ولازال مستمرا لحد الآن، كما أظهرت دراسة عميقة أن السلالة بريطانية أي "المتحور البريطاني"، ينتشر بسرعة مضاعفة بسرعة 70 بالمئة ويؤدي إلى خطورة أكبر، وهذا المتحور لبريطاني خطير جدا والوحيد المتواجد في بلادنا اليوم. وفي السياق ذاته، يؤكد الطيب حمضي، أن الطفرات الجديدة تتكون بالمئات يوميا، لذلك لا يسع التحدث عنها بشكل مفصل، ولكننا نتحدث عن إمكانية وجود متحور جديد أو سلالة جديدة لقدر الله، وإذا كثرت الطفرات بشكل كبير ومنحت للفيروس طابع جديد، فهذا يسمى سلالة جديدة، وأردف، أنه لأحد الساعة يتواجد بالعالم متحورين وليست سلالات جديدة، بالرغم من تحدث الإعلام عن سلالات وغيرها، إلى أنه يوجد فيروس متحور فقط وليست سلالات جديدة. وبخصوص اللقاحات، أكد الطيب حمضي، أن اللقاحات المتوفرة تتوزع ما بين "استرازينيكا، سبوتنيك ،سينوفار" صنعت حاجزا للحماية من السلالة البريطانية بشكل مهم، وكذا ضد المتحور البريطاني. أما بخصوص فرض الحجر الصحي الشامل للوقاية من السلالة المتحورة، أكد المتحدث، أن الأمر لا يتعلق بمع أو ضد فرض الحجر الصحي، وإنما يتعلق بمدى خطورة الموجة الثالثة من الفيروس، لأنها تتميز بالسرعة في الانتشار، كما أن هذه الموجة صادفت المتحور البريطاني الذي يعتبر أكثر انتشارا بنسبة70 بالمئة، وتقدر خطورته ب 60 بالمئة وأكثر إماتة ب64 بالمئة، إذا فالدول التي عرفت الموجة الثالثة والمتحور البريطاني كان عليها ضغط كبير، لهذا اتخذت إجراءات قوية جدا، أما بالنسبة للمغرب فيعرف بعض الخطورة خاصة بالدار البيضاء التي تعتبر من المدن الكبرى، ومركز انتشار الأمراض والأوبئة وكذا الموجات، ولهذا فالظروف مقلقة في هذه الأسابيع بسبب إنتشار المتحور البريطاني. مضيفا، رغم كل هذه الظروف المقلقة، لا يمكن القول أن المغرب سيدخل ضمن الحجر الصحي الشامل أو لا، لكن يجب اتخاذ إجراءات الصحيحة في الوقت المناسب، و لا يسمح باتخاذ إجراءات قبلية أو إجراءات غير لازمة مما قد يؤدي لانهيار المؤشر الاقتصادي بالبلد وكذلك الحياة الاجتماعية،وفي الوقت ذاته إذا تأخرت الحكومة المغربية في اتخاذ الإجراءات سيؤدي ذلك إلى ضياع فرص النجاة، و سيساعد ذلك على انتشار الوباء، وسترتفع نسبة الإماتة، وينهار اقتصاد البلاد والحياة الإجتماعية، مما سيساهم أيضا في تأخير التخلص من الموجة الثالثة، إذن المسألة لا تتعلق بمع أو ضد، وإنما المسألة تتعلق بالوضعية الوبائية والمعطيات الجديدة لدى البلد، وكذا مدى انتشار الفيروس بشكل عام، كما أكد على تحديد حدود انتشار المتحور البريطاني مع عدد من المدن المنتشر بها، وكذا عند الوصول إلى نقطة يتوجب على البلد إلقاء نظرة عن انتشار الوباء داخل المغرب مع اتخاذ الإجراءات لازمة. أما بخصوص التدابير التي اتخذتها الحكومة خلال شهر رمضان، أكد الطيب حمضي أنه لا يمكن تخفيف الإجراءات الحالية المعتمدة لحد الساعة على الأقل، ويجب تظل هذه الإجراءات تحت رصد حدود انتشار الوباء مع اتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية اللازمة في الوقت المناسب لتجنب الموجة الثالثة مع تلقيح أكبر عدد من المواطنين في أقرب وقت.