يبدوا أن التلاميذ هم المتضررون الأكبر من سيل الاحتجاجات التي تقوم بها التنسيقية الوطنية للأساتذة الدين فرض عليهم التعاقد، إذ تشهد هذه السنة تحديدا إضرابات عديدة، جاءت بموازاة مع تقليص عدد الحصص الدراسية بسبب جائحة كورونا، ومع قرب الامتحانات لم تقم وزرة التربية الوطنية بأي تدخل لحماية السنة الدراسية لهؤلاء التلاميذ مكتفية بالصمت. وفي هذا الصدد قال نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، أن انقطاع الدراسة بفعل الإضرابات التي تخوضها الشغيلة التعليمية، أثر بشكل كبير على تعليم التلاميذ، خصوصا وأن عدد الحصص الدراسية تقلصت إلى النصف بفعل جائحة كورونا، وزاد الأمر سوءا بفعل الإضرابات، التي تمتد إلى يومين أو أكثر، مضيفا، أن الإضراب يؤثر على دراسة التلاميذ ويضيع الحصص المفروضة لإكمال المنهج الدراسي، مؤكدا أن التلميذ هو الأكثر تضررا ضمن هذه الصراعات والتجاذبات، دون أن تتدخل الوزارة الوصية لحل هذا المشكل. وفي السياق ذاته قال رئيس الفيدرالية، في تصريح لرسالة 24، يجب الآن التركيز على إكمال المناهج الدراسية للإعداد للامتحانات المقبلة، فهذه الإضرابات تزرع الخوف في أسر التلاميذ، بعد إعلان مجموعة من الفئات التعليمية عن سلسلة من الخطوات التصعيدية كورقة للضغط في اتجاه الاستجابة لملفاتها. وأكد العكوري، أن التلميذ هو المتضرر الأول من هذه الإضرابات، ولهذا يجب تسوية هذه الملفات من لدن الجهات المعنية، فالتلاميذ الذين سيجتازون الامتحانات، سيجدون صعوبة كبيرة في التعامل مع الاختبارات المرتقبة، وفي المقابل أشار المتحدث ذاته، أن الجمعية اقترحت على الوزارة أن يتم امتحانهم فقط في بعض الدروس التي تلقوها جميعا، دون التركيز على بعض الدروس التي حرموا منها، من أجل ضمان تكافؤ الفرص. أما في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، أكد المتحدث أن آباء وأولياء التلاميذ قد يخرجون للاحتجاج دفاعا عن مصالح أبنائهم، ولهذا فالوزارة مطالبة بالتدخل، وتحمل مسؤوليتها في إصلاح الوضع. وفي السياق ذاته يرى المتحدث ذاته أنه من حق رجال ونساء التعليم الدفاع عن حقوقهم، لكن في الوقت ذاته يجب على الحكومة أن تتدخل بأسرع وقت ممكن لتنقد الموسم الدراسي الحالي. وأخيرا قال رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، أنه يجب على أباء وأمهات التلاميذ مراقبة أبنائهم، لكي لا يتم استغلالهم في الاحتجاج من لدن بعض الجهات لتحقيق بعض الأهداف والمصالح.