رغم تراجع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، في الأيام الأخيرة وعدم تسجيل أي بؤرة صناعية أو تجارية في الأيام القليلة السابقة، إلا أن عمال مصنع للأحذية بسيدي البرنوصي، تسودهم حالة من الخوف والهلع بسبب إصابة ثلاثة منهم بفيروس كورونا، ما جعلهم يتوقفون عن العمل فور علمهم بتأكد إصابة هؤلاء الثلاث خوفا من تفشي الوباء في صفوف العاملين الذين يبلغ عددهم في الشركة أزيد من ألف عامل. واحتج العشرات من العمال بإحدى شركات صناعة الأحذية بالمنطقة الصناعية سيدي البرنوصي، بالدار البيضاء، صباح أول أمس الثلاثاء، رافضين الالتحاق بمقر عملهم خوفا من تفشي الفيروس في صفوف العاملين، بعدما تم تأكد إصابة ثلاث عمال، كما طالبوا أيضا بإجراء التحاليل المخبرية لجميع العمال المتواجدين بالمصنع من أجل معرفة إذا انتقلت لهم العدوى أم لا، وللحد أيضا من انتشاره داخل أوساطهم العائلية. وفي هذا الصدد، أكد أحد العاملين بالمصنع ذاته في اتصال هاتفي مع “رسالة 24″، أن “جميع العاملين قرروا التوقف عن العمل بعد إصابة ثلاثة من زملائهم، وتم أيضا أخذ عينات لأسرهم لمعرفة إذا انتقلت لهم العدوى أم لا، وبعد احتجاجنا أمام مقر العمل للمطالبة بإجراء التحاليل لجميع العاملين، تمت الموافقة على طلبنا وحاليا يتم إجراء التحليلة لأكثر من عشرين عاملا في اليوم الواحد”، وأضاف، أنه تم الاحتفاظ بعشرة عمال بالمستشفى بعدما أخذت عيناتهم. وأشار العامل ذاته، أنه من بين الأسباب التي جعلتنا نتوقف عن العمل دون التفكير في مستحقاتنا الشهرية أو الوضع الذي سنواجهه فيما بعد مع الشركة، هو الخوف من تفشي الفيروس داخل أسرنا الصغيرة، خصوصا وأن العاملين بهذه الشركة يحتكون ببعضهم وقد يكون الوباء انتقل إليهم دون شعورهم بذلك، وهذا الأمر يستوجب إخضاعهم للفحوصات الطبية في أقرب وقت ممكن للحد من انتشار هذه الجائحة. وأضاف أيضا، أن الشركة تشغل أزيد من ألف عامل موزعين على ثلاث مجموعات، ويجب أن تجرى الفحوصات لجميع العمال لأن المصابين الثلاث يشرفون على هذه المجموعات ومن البديهي أن يكون الفيروس انتشر في صفوف العاملين. وصرح العامل بالمصنع ذاته، “لا نعرف مصيرنا داخل هذه الشركة بعد توقفنا عن العمل، فصاحب الشركة طلب منا إكمال سيرورة العمل وعدم التوقف رغم تأكد إصابة ثلاث حالات، ويريدنا أن نعمل بالموازاة مع إجراء التحاليل المخبرية وهذا القرار رفضناه جميعنا. وبخصوص سبب احتجاج العمال أكد، أن جميع العمال احتجوا لسبب واحد، وهو إجراء التحليلات المخبرية لهم بدون إستثناء، وليس المطالبة بالمستحقات الشهرية، لأننا جميعا نبحث عن سلامتنا وسلامة أسرنا أولا”. يذكر أنه تم تسجيل إصابة العشرات من العاملين بعدة شركات بالحي الصناعي بعين السبع، الأسابيع الماضية، بعدما تم اكتشاف عدة بؤر صناعية لفيروس كورونا جعل عدد المصابين يرتفع بشكل كبير في الأيام السابقة. وهذا الأمر جعل السلطات الحكومية والعديد من النقابين يطالب بضرورة إغلاق الشركات التي لا علاقة لأنشطتها بالمعيش اليومي للمغاربة، تفاديا لانتشار الوباء وتوسع رقعته بهذه الشركات وداخل الأسر أيضا.