رغم تفشي وباء كوفيد 19، وفرض حالة الطوارئ الصحية بالمغرب، التي غيرت حياة جميع المواطنين المغاربة بدون استثناء، وأظهرت المعدن النفيس الذي يتحلون به، وكذا حس التعاون والمساندة بين بعضهم البعض. فالحياة التي فرضت علينا في هذه الظرفية أبانت ، عن روح التضامن ولم يعد التفكير ينصب على المال وملذات الحياة. مع كل يوم تعلن فيه وزارة الصحة عن تزايد عدد المصابين بهذا الفيروس وتوسع بؤرة تفشي الوباء، فهذه الظرفية التي يعيشها المغرب أثرت بشكل إيجابي على سلوكيات المغاربة، وهذا ما أكدته لنا فطومة بن عبد الله أستاذة في علم الاجتماع، في تصريح خاص “لرسالة الأمة ». التزام بنصائح السلطات رغم أن الشوارع شبه فارغة، والمحلات مقفلة، فتحت منها محلات خاصة بيع المواد الغذائية والصيدليات فقط، إلا أننا لا نلاحظ ذلك التهافت الكبير الذي عرفته دول العالم بالمحلات التجارية الكبرى على اقتناء المواد الغذائية بكثرة وعدم احترام الأسبقية، ولحسن الحظ فالمغاربة أظهروا سلوكات إيجابية خلال هذه الفترة، وبرهنوا عن مدى وعيهم بالأزمة الصحية التي يمر بها العالم، ولهذا التزموا بجميع النصائح التي وضعتها الدولة والتي أكدت من خلالها على ضرورة المكوث بالبيت، وعدم الخروج إلى للضرورة، ووضع مسافة أمان بين بعضهم البعض أثناء التسوق، وهذا ما عايناه في الفترة السابقة في عدة مدن مغربية. كما أن البعض اختار وضع الماء والصابون والمناديل الورقية أمام المنزل في متناول الجميع وهي مبادرة إنسانية تظهر مدى تضامن المغاربة وخوفهم على بعضهم البعض. مبادرات إنسانية ولدت من خضم هذا الوباء وفي خضم هذه الظرفية التي يعيشها العالم، والمغرب واحد منهم، أطلق عدد كبير من المغاربة حملة تضامن واسعة، لمواجهة تداعيات فيرس “كورونا”، خصوصا بعد قرار إغلاق المطاعم والمقاهي والأماكن الرياضية والترفيهية، وفي هذا الصدد قرر بعض شباب من مختلف المدن المغربية توزيع منتوجات غذائية على الأسر الفقيرة، فيما تكلف نشطاء بمساعدات مالية لفائدة مواطنين آخرين فقدوا عملهم. وأمام حجم التضامن المتزايد، أعلن عدد من المسؤولين والأثرياء عن تبرعهم لفائدة الصندوق المخصص لمواجهة جائحة فيروس “كورونا”. فيما اختار أرباب العمل دفع أجور العمال إلى غاية استئناف العمل، منذ الإعلان عن إغلاق المطاعم والمقاهي والأماكن الرياضية والترفيهية، كما عبر بعض أرباب المقاهي، أنهم سيتكلفون بدفع أجر العاملين في المقهى إلى غاية فتحها من جديد.