تم بتورنتو تسليط الضوء على النموذج المغربي للعيش المشترك والإرث الحضاري للمملكة، وذلك خلال الأسبوع الثقافي المغربي، المقام حاليا بالمدينة الكندية بمشاركة فاعلين وشخصيات من مشارب مختلفة. وقال رئيس اللجنة السفاردية المتحدة في كندا، أبراهام العرار، في تصريح بالمناسبة، إن هذه التظاهرة، المنظمة بمبادرة من سفارة المملكة بكندا، تشكل فرصة لتبادل الآراء والنقاش حول المقومات الثقافية وقيم التعايش والتسامح التي تجسد تفرد المملكة وخصوصيتها. وشدد، في هذا الصدد، على تعلق المغاربة بهويتهم “المحفورة ليس فقط في ذاكرتنا الجماعية، بل أيضا في دماءنا ونتناقلها من جيل إلى آخر”، مبرزا أنه “يتعين علينا اليوم أن نحافظ على رسالة المملكة كبلد له تاريخ عريق من العيش المشترك وتقبل الآخر، وهي ميزة متفردة على صعيد المنطقة ككل”. من جانبه، اعتبر الرئيس المؤسس لمركز الدراسات والبحوث في القانون العبري بالمغرب والأستاذ بجامعة بوردو (فرنسا)، عبد الله أوزيتان، أن الأسبوع الثقافي المغربي بكندا يسلط الضوء على الدينامية المجتمعية والإصلاحية التي انخرطت فيها المملكة، التي تتميز بتعدديتها وانفتاحها. من جهته، شدد رئيس الجمعية المغربية في تورونتو، فوزي متولي، على أهمية الاحتفاء بالمملكة والمساهمة في إشعاعها، وعلى ضرورة إعطاء القدوة للأجيال الصاعدة وغرس قيم الوطنية لديها وتعلقها ببلادها. وأبرز أن “دورنا هو تثمين هذه العبقرية المغربية التي هي ثمرة توازن ذكي بين الأصالة والمعاصرة، مشيرا إلى أن المملكة تستمد جذورها من تاريخ غني وعريق، وتتطلع، في الوقت ذاته، للمستقبل”. ويشكل الأسبوع الثقافي المغربي بتورنتو فرصة أيضا للتعريف بتاريخ المملكة، وبالصناعة التقليدية وفن الطبخ المغربيين، وكذا لإبراز جوانب مختلفة من فن العيش والحضارة المغربية الغنية بروافدها المتعددة. ويتم تنظيم هذا الحدث بتعاون مع القنصلية المغربية والمركز الثقافي “دار المغرب” بمونريال، والعديد من الشركاء المؤسساتيين المغاربة والكنديين ومنظمات المجتمع المدني للجالية المغربية بتورونتو. وتم إعطاء انطلاقة هذه التظاهرة الثقافية من خلال حفلين لرفع العلم الوطني بحضور العديد من الشخصيات الكندية الفدرالية والمحلية، الأول بعمودية مدينة تورنتو (الأحد) والثاني في برلمان أونتاريو (الاثنين)، وذلك تخليدا للذكرى ال44 للمسيرة الخضراء والذكرى ال64 لعيد الاستقلال.