أعلنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن الدورة الأولى من المناظرة الوطنية للتنمية البشرية، التي نظمت في 19 شتنبر الجاري بالصخيرات، تحت شعار “تنمية الطفولة المبكرة، التزام من أجل المستقبل”، أعطت مرحلة الطفولة المبكرة المكانة التي تستحقها. وذكر بلاغ للمبادرة أن أكثر من 600 مشارك مهتمين بالتنمية البشرية حضروا أشغال هذه المناظرة، ممثلين للمؤسسات والسلطات العمومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص وخبراء وشركاء للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وأضاف أن افتتاح هذه التظاهرة تميز بتلاوة وزير الداخلية، السيد عبد الوافي لفتيت للرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمشاركين في هذه الدورة. وأكد البلاغ أن الجلسة الافتتاحية التي أدارتها الباحثة الشريكة بجامعة ييل بالولايات المتحدةالأمريكية، أنيجليكا بونجوتا، ناقشت أهمية الاستثمار في الطفولة المبكرة. وفي هذا الصدد، عرفت هذه المناظرة توقيع اتفاق ثلاثي بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الصحة ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف)، يشكل رافعة لتحقيق هذه الأهداف في إطار مجتمعي ومقاربة متعددة القطاعات. وأشار المصدر ذاته إلى أن الجلسات الثلاث التي تمت برمجتها خلال المناظرة، مكنت المشاركين من مناقشة الجوانب المختلفة لتنمية رأس المال البشري في بلدنا، إذ تطرقت الجلسة الأولى إلى “المشاريع والأدوات المبتكرة للتنمية المعرفية والإدراك الحسي للأطفال”، حيث حدد المشاركون التحديات التي يواجهها جيل التعليم الأولي، وخاصة في المناطق غير الساحلية. وذكر البلاغ أن هذه الجلسة كانت أيض9ا فرصة لزيادة الوعي بأهمية التحفيز المبكر للأطفال من 0 إلى 3 سنوات، ولإبراز دور الآباء والمجتمع. وناقشت الجلسة الثانية موضوعا آخر لا يقل أهمية في مجال تنمية الطفولة المبكرة، وهو صحة وتغذية الأم والطفل. وفي هذا الصدد، فإن المغرب مطالب بتكثيف جهوده لخفض معدلات وفيات الأمهات والأطفال، وتأخر النمو الذي لازال يعاني منه الكثير من الأطفال، وذلك بالرغم من التقدم الحقيقي المحرز في السنوات الأخيرة. كما تعتبر المتابعة الطبية للمواليد والرضع ومكافحة سوء التغذية من متطلبات التنمية. وشكلت مسألة اتباع مقاربة شاملة ومندمجة من أجل مواجهة هذه التحديات محور الجلسة الثالثة والأخيرة خلال المناظرة. وفي هذا الصدد، تشكل تعبئة جميع الفاعلين ونوعية الخدمات المقدمة عنصرا رئيسيا من شأنه ضمان فعالية واستمرارية البرامج المنفذة. وسيتم إرساء نظام متكامل وصارم لرصد وتقييم التأثير على السكان المستهدفين، وذلك وفق ا للمعايير الدولية. كما أكد البلاغ أن المناظرة خرجت باستنتاج شامل مفاده أن الأطفال الذين يتمتعون بصحة وتغذية جيدتين، والذين يحظون بالحماية والتعليم المبكر، يكتسبون المهارات الجسدية والمعرفية والاجتماعية اللازمة لإبراز قدراتهم الكاملة، ليصبحوا لاحق ا أعضاء منتجين في المجتمع. وأضاف أن تنمية الطفولة المبكرة تشكل لبنة أساسية في النموذج الجديد للتنمية الذي دعا إليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. وشكل تنظيم النسخة الأولى من المناظرة الوطنية للتنمية البشرية، من جهة أخرى، فرصة لإشراك الشباب المغربي في التفكير في مرحلة الطفولة المبكرة من خلال مسابقة الابتكار، “هاكاثون للتنمية البشرية”. وقد مكنت هذه المسابقة التي نظمت في شهري يوليوز وغشت في جهات المملكة الإثنا عشر ، المئات من الشباب من تبادل الأفكار وتعزيز مشاريع مبتكرة لتنمية الطفولة المبكرة. وقد تم توزيع جوائز على الفرق الثلاثة المشاركة التي تمثل على التوالي جهة الشرق والرباط سلاالقنيطرة والدار البيضاءسطات.