في مشهد مروع، لقي شاب ينحدر من تطوان، مصرعه مساء أمس الأحد، إثر سقوطه المفاجئ من مرتفع صخري بأحد الشواطئ المسمى محليا ب “شاطئ مكاد”، الذي يقع بالجماعة الترابية وادي لاو بإقليم تطوان، وذلك أثناء محاولته أخذ صورة “سيلفي” بواسطة هاتفها المحمول، بقمة المرتفع الشاهق. وحسب مصادر متطابقة محلية، فإن الشاب الضحية البالغ من العمر حوالي 19 سنة، صعد فوق أعلى صخرة في المرتفع الجبلي من أجل التقاط صورة سيلفي، إلا أنه فقد التوازن على قمتها، حيث سقط وارتطم رأسه بالصخورالخانيية والسفلية للمرتفع، مما تسبب في وفاته في عين المكان، متأثرا بجروحه التي أصيب بها وكثرة النزيف. وتم بحضور السلطة المحلية ومصالح المركز الترابي للدرك الملكي، نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات البلدي بالمستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان، لاخضاعها للتشريح من أجل الكشف عن أسباب الوفاة الحقيقية، هذا في الوقت الذي فتحت فيه الضابطة القضائية للدرك الملكي، تحقيقا عاجلا حول ظروف وملابسات الواقعة بتعليمات مباشرة مباشرة من النيابة العامة المختصة لدى محكمة الاستئناف بتطوان. وتزايدت نسب حوادث الوفاة بسبب صور “السلفي” عبر العالم، إذ أظهرت الاحصائيات تسجيل 3 وفيات في عام 2011، بينما ارتفع الرقم بحلول عام 2016 ليصل إلى 98 حالة وفاة، قبل أن ينتقل إلى أكثر من 250 حالة وفاة سنة 2018. وأوضحت دراسة انجزت حول الظاهرة، أن صور “السلفي” ليست مضرة، ولكن سلوك البشر أثناء اختيار مكان الصورة أو لحظة التقاطها هو الأمر “الخطير”، لافتة إلى ضرورة تسليط الضوء على مخاطر السلوكيات وأماكن التقاط الصور وتحديد مناطق “تحظر السلفي”، مثلما فعلت السلطات الهندية مؤخرا في عشرات الأماكن حول البلاد، بعد تنامي حوادث القاتلة بسببها. وأشارت دراسة نشرتها مجلة “طب الأسرة والرعاية الأولية” العام الماضي، أن ما يقارب 259 شخصاً لقوا حتفهم أثناء التقاط صورة “السلفي” ، ما بين سنوات 2011و 2018 فقط. هذا، وجمع باحثون من معهد “All India Institute of Medical Sciences” مجموعة من التقارير الإخبارية حول أعداد وفيات حوادث “السلفي” بين أكتوبر 2011 ونونمبر 2017، حيث أثبتت الدراسة أن غالبية الوفيات حدثت في الهند، ومن ثم روسيا، تليها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وباكستان، كما توصلت البحوث إلى أن غالبية الضحايا أي 72% تقريباً كانوا من الرجال تحت سن ال 30 عاماً. وأوضحت الدراسة ذاتها، أن الإناث عادة ما يلتقطون صور “سلفي” لتخليد اللحظة، إلا أن الذكور هم أكثر عرضة للمجازفة مقارنة بالإناث لدى التقاط الصورة، مثل: الوقوف على حافة المرتفعات للالتقاط صورة دراماتيكية على سبيل المثال.