لا شكّ أنّ صور ال"سيلفي" (وهي الصّورة الفوتوغرافيّة الذاتيّة التّي يلتقطها الشخص لنفسه بواسطة هاتف ذكي) انتشرت انتشاراً كبيراً في جميع أنحاء العالم، ولدى كلّ شرائح المجتمع من فنّانين مشهورين وسياسيّين مرموقين ورياضيّين نجوم ولدى عامّة الناس، وما ساعد على انتشارها سهولة التقاطها، ويسر تداولها بسرعة على مواقع التّواصل الاجتماعي، ولكن انتشارها السّاحق لم يكن خاليّا من المخاطر، بل إنّها كانت سبباً في موت عدد كبير من ملتقطيها، وأثبتت دراسة حديثة أجراها خبراء هنود ونشروها هذه الأيّام في دوريّة مختصّة في البحوث الطبية أنّ 259 شخصاً ماتوا عند التقاطهم صور سيلفي، في الفترة الممتدّة بين أكتوبر2011 إلى نوفمبر 2017. من هم؟ ويعتقد الخبراء، الذّين أجروا عمليّة الإحصاء والاستقصاء، أنّ العدد الحقيقي يفوق بلا شك الرقم المنشور، ولكنّهم التزموا فقط بما هو مصرّح به ومنشور في المراجع والمصادر التي رجعوا إليها. وأكّد البحث أنّ أكثر ضحايا صور "السيلفي" هم من الشّباب الذّين تتراوح أعمارهم بين 22 و23 عاماً، وأنّ ثلاثة أرباعهم هم من الذّكور والبقيّة من الإناث، وأنّ جلّهم من الهند ثم روسيا فالولايات المتحدةالأمريكية ثم باكستان. ما هي الأسباب؟ وأمّا أسباب الموت فانّ الغرق يأتي في المرتبة الأولى، ثم القطارات، فكثيرون أرادوا التقاط صور في السكّة ثم يفاجؤون بقدوم القطار بسرعة لا تترك لهم فرصة للنّجاة، كما أنّ هناك من سعوا إلى التقاط صور عند مرور القطار فوقعوا ضحية جذب الهواء القوي لهم. واستنتج أصحاب هذا البحث أن الخطر والموت ليس مأتاه السيلفي في حدّ ذاته، ولكن الملتقطين للصور هم المتسبّبون باختيارهم المكان غير المناسب قرب المياه الجارفة أو البحار أو الأنهار، أو أعالي الجبال أو في أعالي العمارات الشاهقة. حوادث متنوّعة وقد تضاعف عدد الموتى بسبب صور السلفي30 مرة في ستّة أعوام، وقد لقيت أمريكيّة في الثانيّة والثلاثين من العمر حتفها عندما كانت بصدد إرسال صورة سيلفي التقطتها لنفسها وهي تدندن بأغنية كانت تستمع إليها وهي تقود سيارتها ففقدت السّيطرة عليها فاصطدمت بشاحنة قادمة من الاتّجاه المعاكس فماتت في الحين. وتوفي شاب تونسي في السابعة والعشرين من العمر عندما صعد إلى أعلى الباخرة التي كانت تقله في عودته من ايطاليا إلى تونس فقد أمسك بالحاجز في أعلى الباخرة ليلتقط صورة سلفي ففقد توازنه وسقط في البحر قبل أميال قليلة من وصوله إلى ميناء حلق الوادي في تونس بعد غربة طويلة. وانزلق زوج رفقة زوجته وهما من بولونيا من علوّ 80 م في البرتغال، فقد كانا بصدد التقاط صورة سيلفي عندما انزلقا، والمؤلم أنهما ماتا في الحال أمام أنظار ابنيهما الصغيرين وأعمارهما 6 و5 أعوام وجاءوا كلهم في رحلة سياحية إلى البرتغال. وأغرب حادثة في مجال صور السيلفي حصلت لشاب بريطاني كان يتجول في الغابة في يوم عاصف ممطر ومعه هاتفه الجوال والعصا التي يقع استعمالها أحياناً معه لالتقاط صور، وفي لحظة دراميّة وكان الشاب رافعاً العصا لالتقاط صورة ضربت صاعقة العصا لعلوّها فلقي الشاب حتفه في الحين.