تمكنت الشرطة الوطنية الإسبانية، بحر الأسبوع المنصرم، من تفكيك شبكة إجرامية متخصصة في التهريب والاتجار الدولي في المخدرات القوية، وحجز كمية هامة من مخدر الكوكايين المركز، تقدر ب 4844 كلغ، وذلك في إطار عملية نوعية تم تنفيذها بتعاون وتنسيق مع قوات الحرس المدني وإدارة الجمارك. وقال بيان للشرطة الوطنية الإسبانية، أمس السبت، إن هذه العملية التي انطلقت التحقيقات حولها منذ عام 2017، مكنت أيضا، من إلقاء القبض على 32 شخصا من أفراد هذه الشبكة الإجرامية التي كانت تقوم بإدخال كميات كبيرة من الكوكايين إلى إسبانيا في حاويات عبر ميناء الجزيرة الخضراء بالجنوب الإسباني. كما حجزت مصالح الأمن في إطار نفس العملية، التي تم تنفيذها على 3 مراحل، 43 سيارة ومركبة، و87 من العقارات بقيمة مالية تقدر بحوالي 16 مليون يورو، بالإضافة إلى حجز 4 قوارب وأربع قطع لأسلحة نارية وبندقيتي صيد، فضلا عن مبلغ مالي متحصل عليه من الاتجار في هذه الممنوعات يفوق 6 ملايين يورو نقدا. وأوضح المصدر ذاته، أن هذه الشبكة الإجرامية الخطيرة ذات الامتداد الدولي، كانت متمركزة بالخصوص في قادس وإشبيلية، حيث كانت تقوم بتوزيع كميات كبيرة من المخدرات القوية التي كانت تصل إلى ميناء الجزيرة الخضراء في حاويات على متن عدة سفن قادمة من بلدان أمريكا اللاتينية. وحسب نفس المصادر، فإن أفراد الشبكة، كانوا يتنقلون عبر عدة دول بأمريكا الوسطى والجنوبية، وكذا على مستوى مجموعة من الأقاليم والجهات داخل إسبانيا، كما كانوا يتوفرون على شبكة من العقارات بكل من مالقة وقادس ومدريد وإشبيلية، حيث يتم إخفاء المخدرات المهربة داخلها قبل توزيعها. وتعود بداية التحقيقات في العملية إلى الربع الأول من سنة 2017، عندما تم اكتشاف وجود منظمة مشبوهة لإدخال شحنات كبيرة من الكوكايين إلى شبه الجزيرة عبر الحاويات القادمة من أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى، ليتم توزيعها بعد تجاوز مختلف الضوابط الجمركية والأمنية بميناء الجزيرة الخضراء. في المرحلة الأولى، أدى التحقيق إلى الوصول لرجل أعمال مقيم ببرشلونة ويملك شركتين في إسبانيا والبرازيل، والذي سهل إجراء اتصالات التفاوض مع المهربين لجلب الكوكايين التي يجري ترويجها في الأقاليم الإسبانية عبر ميناء الجزيرة الخضراء. وبفضل الرقابة الأمنية المشددة، تم الكشف في دجنبر 2017 عن تحركات مشبوهة لعدة مركبات بين الميناء واثنين من المباني الصناعية في ماربيا، ليتم اعتراض إحدى السيارات والحجز بداخلها على 1100 كلغ من الكوكايين موزعة في العديد من الحزم، كما تم خلال نفس العملية، ضبط كمية أخرى من الكوكايين داخل إحدى البنايات، قدرت ب 2400 كلغ، كما تم أيضا اعتقال 5 أشخاص، واعتبرت الشرطة الوطنية الإسبانية حينها هذه أن الكمية المحجوزة، تعد واحدة من أكبر مضبوطات الكوكايين المركز. وأظهرت التحقيقات، أن هناك شبكة منظمة تشتغل في ميدان التهريب الدولي للمخدرات القوية تنشط بين امريكا اللاتينية وبين العديد من المقاطعات الإسبانية، حيث تميزت المرحلة الثانية من البحث بتكثيف الإجراءات والاحتياطات الأمنية المشددة في الميدان أكثر من باقي مراحل التحقيقات، ما نتج عنه شل عمل وتحركات الشبكة بالداخل والخارج، بعدما ركز محققو الشرطة الوطنية الإسبانية جهودهم على اكتشاف عمل الإطار المحيطي للمنظمة، سواء من المفاوضين أو الممثلين في الخارج وموزعيهم في شبه الجزيرة، ليتضح أن الشبكة الإجرامية تنشط بشدة بين العديد من بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية، وكذلك من قبل العديد من المقاطعات الإسبانية، خاصة بمالقة وكاديس ومدريد، حيث كان يتم التوزيع النهائي للمخدرات باستخدام شبكة العقارات المملوكة لافراد الشبكة. وبمجرد التعرف على جميع أعضاء المنظمة في بداية يناير 2019، تم بأمر من الغرفة المركزية رقم 5 للمحكمة الوطنية، تنفيذ المرحلة التنفيذية الثانية من التحقيق، والتي توجت بالقبض على 18 شخصًا وممارسة 26 تفتيشا ضبطت فيها أكثر من 5 ملايين يورو نقدًا، و90 كيلوجرامًا من الكوكايين، وكيلوغرام واحد من الهيروين، و5 أسلحة نارية وسفينة فاخرة يبلغ طولها 43 مترًا، بالإضافة إلى الأدلة الجنائية العديدة التي سمحت للمحققين بتوجيه تهمة تهريب المخدرات القوية والانتماء إلى منظمة تبييض وغسيل الأموال للموقوفين واعتقالهم، وذلك قبل الانتقال الى المرحلة الثالثة من البحث التي اسفرت الأسبوع الماضي عن ضبط هذه الشحنة الكبيرة من الكوكايين، وتنفيذ اعتقالات واسعة في صفوف أفراد الشبكة. وسمحت الأشهر المكرسة للتحقيق مع المجموعة الإجرامية بتكوين تصور واضح عن مخططها التنظيمي، وتحديد أدوار جميع أعضائها، والاساليب التي كانت تعتمدها لاخراج البضائع غير المشروعة من مرافق الميناء ونقلها إلى مختلف مستودعات التخزين السرية والعقارات الآمنة المنشأة أساسًا لهذا الغرض في مقاطعتي ملقة وإشبيلية، حيث برزت شخصية رجل أعمال من قادس، وكان يلعب دورا رئيسا في توزيع الأنشطة غير المشروعة ودعمها لوجيستيكيا. وفي بداية مارس المنصرم، تم إلقاء القبض على هذا القائد مع 8 أعضاء آخرين، خلال المداهمات التي تم تنفيذها في مقاطعة قادس، وتحديداً في سوتوجراند، الجزيرة الخضراء و Alcalá de los Gazules، حيث تم حجز ما مجموعه 1،254 كلغ من الكوكايين المركز، و800 ألف يورو نقدًا، وسلاح ناري، وقارب، و108 مركبة فاخرة، وما مجموعه 17 مبنى بقيمة تزيد على 6 ملايين يورو، والعديد من الشركات التي يديرونها، إذ أنه ومن بين الموقوفين ال 32 في إطار هذا التحقيق، تم وضع 25 منهم رهن الحبس الاحتياطي بأحد سجون الأندلس قيد التحقيق.