بعد تزايد الحديث حول احتمال إجراء تعديل حكومي، نفى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، صحة الأخبار التي يتم تداولها في بعض وسائل الإعلام بهذا الخصوص، لكنه في المقابل لم يستبعد إمكانية حدوث هذا التعديل، الذي رفض ربطه بمرض وزير الداخلية. وقال العثماني الذي حل ضيفا على بيت الصحافة بطنجة، مساء أمس (الأحد)، إنه” لا أحد يملك الجواب عن سؤال التعديل الحكومي”، مضيفا أنه “لا يمكن منع الناس من الحديث حول هذا الموضوع لأنه ليس بطابو”، ليزيد مستدركا “حينما تتوفر مؤشرات التعديل الحكومي سنذهب إليه”. وفي معرض رده على سؤال بخصوص ما إذا كان مرض وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، الذي خضع مؤخرا لعملية جراحية على القلب، سيدفع في اتجاه التعجيل بالقيام بتعديل على التشكيلة الحكومية الحالية، أعلن رئيس الحكومة أن وزير الداخلية “يتماثل للشفاء”، قبل أن يضيف وهو يقطع الشك باليقين أنه “لحدود الساعة لا يوجد أي قرار أو بداية تحاور بخصوص موضوع التعديل “. من جهة أخرى، عاد رئيس الحكومة إلى الرد على انتقادات المعارضة، التي تتهم الأغلبية الحكومية ب”عدم الانسجام”، حيث قال إن مكونات هذه الأخيرة “تشتغل في انسجام مقبول، إذ لم نقل جيد”، نافيا في الوقت ذاته وجود أي معارضة من داخل الفريق الحكومي الذي يرأسه. وتابع العثماني، وهو يبرر ما تعيشه الأغلبية من خلافات أنه “من الطبيعي أن تعرف الحكومة بعض المواقف والآراء المختلفة، وهو أمر يوجد في جميع الأغلبيات الحكومية في العالم”، مضيفا أنه “على الرغم مما يقال ويكتب عن الأغلبية، فإنها تبقي الأكثر انسجاما خلال العقدين الأخيرين، واستطعنا أن نحقق إنجازات مهمة”. وخلال دفاعه عن تماسك أغلبيته، اختار العثماني أن يبعث برسائل “من تحت الماء” إلى سلفه عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة السابق، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية السابق، قائلا إن “الأغلبية الحكومية الحالية هي الأكثر تماسكا، مقارنة بالأغلبية السابقة، التي عاشت على وقع خلافات، أدت إلى انسحاب حزب الاستقلال منها، ثم إلى توقف دام لأزيد من 7 أشهر “ وجوابا عن سؤال يتعلق بالتصريحات الأخيرة الصادرة عن بعض مكونات الأغلبية، والتي تضمنت تهديدا بمغادرة الحكومة، وضمنها تصريح لنبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الذي هدد أمام “برلمان حزبه” بالانسحاب من التحالف الحكومي والالتحاق بصفوف المعارضة، قال رئيس الحكومة مخاطبا حزب “الكتاب” الذي طالما وصفه ب”الحليف الاستراتيجي”، دون أن يذكره بالاسم “اللي بغا يمشي بحالو من الحكومة الله يعاونو”. وحول الجدل المثار بشأن الدخول المبكر لبعض مكونات الأغلبية في سباق انتخابات 2021، قال الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إن هيئته السياسية.ليس لديها “هوس بانتخابات 2021″، مضيفا أن همها وتفكيرها سواء في الجماعات الترابية أو الحكومة هو “خدمة الوطن والمواطنين والوفاء بالتزماتها، “على حد تعبيره. وفي ارتباط بالاحتجاجات والاضرابات التي تخوضها عدد من الفئات الاجتماعية، لاسيما “الأساتذة المتعاقدين”، و”طلبة الطب”، و”الممرضين” و”أساتذة الزنزانة 9″، اعتبر رئيس الحكومة أن “وجود احتجاجات ليس دائما أمرا سلبيا”، مؤكدا أنه “من حق فئات معينة تقديم مطالبها”، قبل يتستطرد أن “هذه الاحتجاجات هي “دليل على حرية التعبير وعدم وجود انسداد”.