عرفت نهاية الأسبوع تراشقا غير مسبوق بين مكونات الأغلبية الحكومية ، فبعدما تحدث أخنوش على أنهم سيفوزون بالانتخابات التشريعية المقبلة ، مضيفا أنهم حزب عمل و ليس الكلام ، مما فهم منه أنه إشارة لحزب العدالة و التنمية ، رد عليه سعد الدين العثماني في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر شبيبته ، مخاطبا أعضاء شبيبة حزبه لا تصدقوا من يقول لكن أنه سيفوز بانتخابات 2021 ، لأن العدالة و التنمية هو من يتوفر على الحظ الأكبر للفوز بها . و دخل على الخط هذا السجال السياسي بين مكونات التحالف الحكومي كل من الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر ، و الأمين العام السابق لحزب العدالة و التنمية عبد الاله بنكيران . و قال إدريس لشكر أن حزبه حزب قوي و كان في الحكومة ، و خرج للمعارضة و عاد للحكومة ، و لم تأتي به ظرفية خاصة ، أو سياق إقليمي ، و هو ما فهم منه أنه إشارة للعدالة و التنمية ، الذي ترأس الحكومة سنة 2011 ، نتيجة سياق دول اتسم بأحداث الربيع العربي و ظهور الاسلام السياسي . عبد الاله بنكيران عاد بدوره للتصدر المشهد السياسي المغربي ، حين اعتلى منصة مؤتمر شبيبته بالقاعة المغطاة الأمير مولاي عبد الله ، ليشن هجوما لاذعا على ادريس لشكر ، قائلا " راه ميمكنش واحد كملو ليه الفريق بالسيف يجي يتحكم فينا " كما هاجم رئيس التجمع الوطني عزيز أخنوش قائلا " سي عزيز قال غادي يربح انتخابات 2021 يغينا نعرفو شكون هاد الشوافة لي قالتها ليه ، سي عزيز ميمكنش ينجح فاش فشل الحزب المعلوم ، و راه خصو يعرف بلي زواج المال و السلطة كيشكل خطر " . هجوم بنكيران على حلفاء حزبه في الحكومة ، طرح الكثير من الأسئلة هل هو هجوم جاء باتفاق و تنسيق مع القيادة الحالية للبيجيدي ، أم جاء نتيجة تصرف فردي لبنكيران . و حول تأثير هذا التراشق بين الأحزاب المكونة للأغلبية ، على تماسك التحالف الحكومي ، و من ورائه عمل الحكومة ككل ، و في اتصال هاتفي مع "نون بريس " قال المحلل السياسي عبد الفتاح الفاتيحي ،" أن لا أعتقد بأن هذا التراشق يشكل تهديدا صريحا للهيكلة الحكومية ، لا سيما و أنه تبين و مند مدة أنه ليس هناك انسجاما بين مكونات الحكومة حتى على مستوى الفرق البرلمانية ، حيث رأينا كيف انتصر عزيز أخنوش لموقف المعارضة فيما يخص إدماج صندوق التأهيل الاجتماعي و صندوق التنمية الفلاحية . و أشار الفاتيحي ، إلى أن هذا التراشق مستمر مند مدة و يبدوا أن هناك قوة أكبر من الأحزاب نفسها تدفع في اتجاه بقاء و استمرار هذا التحالف الحكومي ، و لكنه لا يتميز بالتضامن و التفاهم المطلوب داخليا. و أضاف عبد الفتاح الفاتيحي على العموم يمكن القول أن هذه المناوشات هي محاولة لاستنهاض مشهد سياسي يعرف مند مدة حالة من الركود ، و الشلل التام على جميع الأصعدة ، خاصة مع العثماني الذي لا يتحدث إلا نادرا ، حتى عرف عند العامة بسعد الدين "الكثماني" ، على عكس ما ميز فترة بنكيران . و ختم الفاتيحي تحليله قائلا على العموم هذا التراشق و الخلاف لن يؤدي لانهيار الحكومة رغم بعض التصريحات من طرفي قياديي العدالة العدالة و التنمية حول سحب الثقة من الحكومة ، كما صرح بذلك الرميد من قبل أو حتى سعد الدين العثماني .