تطوير الذكاء الاصطناعي يشكل رافعة للنهوض بتشغيل الشباب أكد عثمان الفردوس، كاتب الدولة المكلف بالاستثمار، أمس السبت بالرباط، على ضرورة إعادة إيلاء البحث العمومي المكانة التي يستحقها في الاقتصاد الحالي، مضيفا أن برنامج النهوض بالذكاء الاصطناعي قد تم إرساؤه في إطار هذا الأفق. وأشار في كلمة له بمناسبة إطلاق طلب عروض مشاريع لتشجيع البحث في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، إلى أن المركز الوطني للبحث العلمي والتقني يتوفر على جهاز حاسوب عالي الأداء موجه لمنح مختلف مؤسسات التعليم والبحث المغربية قدرات حسابية جد عالية، مؤكدا على مواكبة الباحثين من أجل تثمين الرأسمال البشري المغربي. من جهته، أبرز سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أن تطوير الذكاء الاصطناعي يشكل رافعة للنهوض بتشغيل الشباب ووسيلة لاكتساب المهارات في المجال الرقمي، لاسيما من خلال برامج للإدماج. وشدد أمزازي، على أهمية المهارات الرقمية التي أضحت لا محيد عنها، على اعتبار أن ما يقرب من ثلاثة أرباع المهن التي ظهرت منذ سنة 2010 تنتمي إلى المجال الرقمي. وذكر بأن المغرب، الذي لديه وعي برهانات الذكاء الاصطناعي، أحدث سنة 2017 وكالة التنمية الرقمنة في إطار اسراتيجية المغرب الرقمي 2020، وذلك بمبادرة من وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، التي انخرطت في العديد من المشاريع التي تتمحور حول ركائز رئيسية تتمثل أساسا في الرأسمال البشري وصناعة 0.4 ومنظومات المقاولات الناشئة. وقال إن التجربة أظهرت أن تطوير مركز كفاءة البحث العلمي والابتكار رهين بإرساء منظومة تنخرط فيها الدولة ولكن أيضا مؤسسات التعليم والبحث وعالم الأعمال، داعيا في هذا الصدد الجامعات إلى تكثيف جهودها لمأسسة واجهات الجامعات – عالم الأعمال والحفاظ على يقظة دائمة من شأنها تحديد كافة المجالات المحتملة لخلق القيمة سواء على الصعيد المحلي أو الدولي. ولفت إلى أن غلافا ماليا بقيمة 50 مليون درهم سيتم استثماره من أجل تعزيز البحث في مجال الذكاء الاصطناعي. وبالنسبة لرئيس جامعة محمد الخامس بالرباط محمد غاشي فإن هذا البرنامج يشكل مناسبة لبلورة استراتيجيات تمكن من تحديد طرق زيادة الذكاء الاصطناعي، بهدف بناء مغرب الغد الذي يثمن الرأسمال البشري ومنح أفضل الآفاق للمساهمة في التنمية الاقتصادية. كما أكد غاشي على أهمية إدماج الذكاء الاصطناعي في مسلسل صنع القرار، وذلك اعتبارا للإمكانيات التي يتيحها لكافة الأطراف المعنية، انسجاما مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم في جميع المجالات. وأطلقت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي ، بشراكة مع وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، أول طلب عروض مشاريع لتشجيع البحث في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته. ويهدف طلب العروض هذا إلى تحديد وانتقاء مشاريع بحث في مجال الذكاء الاصطناعي تكون هامة ودقيقة وقابلة للإنجاز ولها أثر سوسيو اقتصادي حقيقي، بهدف تمويلها. وتهم موضوعات البحث الميادين ذات الاولوية ومنها التربية والمقاربات البيداغوجية والصحة والمالية والابناك والتأمين والطاقة والماء والبيئة والصناعة والنقل واللوجيستيك والاتصالات وشبكاتها والمعالجة الاتوماتيكية للغات الطبيعية والمدن الذكية.