كشفت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن تفاصيل جديدة ومثيرة عن محاولة “انقلاب” فاشلة على أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم “داعش”، من قبل عناصر في التنظيم الإرهابي، من بينهم مغاربة. ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤول عسكري في “قوات سوريا الديمقراطية” ذات الغالبية الكردية، إن متطرفين داخل التنظيم منحدرين من المغرب والجزائر شاركوا في هذه “الثورة”، مشيرا إلى أن المعركة بين “الانقلابيين” وحراس”البغدادي” كانت شرسة وتم تكفير الخاسرين فيها”. وأفاد المسؤول الكردي أن هذه المحاولة “الانقلابية” وقعت منتصف شهر شتنبر من سنة 2018، أي ) أي قبل أكثر من ثلاثة أشهر من التاريخ الذي يعتقد مسؤولي المخابرات في المنطقة أن المحاولة حدثت. من جهته، كشف شاهد عيان ل”الغارديان”، وهو مواطن سوري يدعى “جمعة حمدى حمدان”، يبلغ من العمر 53 سنة بعدما تم تهريبه من آخر معقل يسيطر عليه التنظيم في شرق سوريا، أن هذه المعركة في بلدة الكشمة القريبة من بلدة باغوز، حيث كان القتال بين الطرفين حامي الوطيس، واستمر يومان وخلفت العديد من الضحايا قبل أن يخسر”الانقلابيون” المعركة لمدة يومين ليتم اعتقالهم وإعدامهم، مؤكدا أنه بعد هذه الواقعة انتقل زعيم”داعش” إلى باغوز، حيث هرب من هناك إلى الصحراء مطلع شهر يناير الماضي، وهي الرواية، التي دعمها، حسب “الغارديان”، مسؤولون كبار في المخابرات بالمنطقة، حيث يرجحون أنه ظل في باغوز ليشاهد تفكك بقايا دولة “الخلافة” المزعومة التي أنشأها. ووفق “الغارديان”، فإن المتطرف المنحدر من الجزائر المدعو ” أبو معاذ الجزائري”، وهو يعد من “المقاتلين القدامى” داخل التنظيم الإرهابي ، يعتقد أنه كان العقل المدبر ل”محاولة الانقلاب” ضد البغدادي، وأعلن تنظيم “داعش” عن جائزة لمن سيسلمه حيا أو ميتا. وتأتي هذه التفاصيل الجديدة، التي أوردتها “الغارديان” في تقرير نشرته يوم الأحد الماضي، تحت عنوان” كان القتال شديدا: شاهد يروي محاولة يومين لقتل زعيم داعش”، بعدما كشفت في تقرير سابق لها نشرته يوم 7 فبراير الجاري أن زعيم “داعش” أبو بكر البغدادي نجا من محاولة انقلاب داخلية يوم 10 يناير الماضي على أيدي مقاتلين أجانب على مقربة من مدينة هجين بمحافظة دير الزور. وتزامن خبر “المحاولة الانقلابية داخل داعش”، مع تقارير تحدثت عن احتمال اعتقال أبو بكر البغدادي، حيث ذكرت أن هذا الأخير” يقيم حاليا تحت حراسة مشددة تقوم عليها وحدة من القوات الأمريكية في إحدى الأماكن السرية بمنطقة شرق الفرات في شرق سوريا”، مشيرة إلى أن “القوات الأمريكية تقوم بتأخير مقصود لعملية إنهاء وجود مسلحي “داعش” في مدينة هجين بالريف الشرقي لمحافظة دير الزور في شرق سوريا”، وذلك من أجل “إتاحة المجال لتنفيذ إخراج هوليوودي يتضمن تصوير عمليات إنزال “كوماندوز” أمريكية في آخر جيب داعشي بمدينة هجين، ليتم الإعلان بعدها عن اعتقال البغدادي خلال هذه العمليات، ومن ثم إعلان هزيمة التنظيم الإرهابي.