يحتضن متحف الهجرة بمدينة هيرلين (هولندا)، معرضا يؤرخ لخمسين سنة من هجرة المغاربة إلى هولندا. وعرفت فترة الستينيات من القرن الماضي، هجرة مكثفة للمغاربة إلى هولندا، الذين قدم معظمهم من فرنسا وبلجيكا للعمل في مناجم إقليم ليمبورخ، وخاصة ببلدية هيرلين، حيث اشتهروا بجديتهم ومثابرتهم في العمل، ما أكسبهم سمعة طيبة لدى الشركات المحلية. ويتضمن المعرض صورا فوتوغرافية للمهاجرين المغاربة الأوائل الذي وصلوا إلى الأراضي المنخفضة، تظهر حجم التضحيات التي قاموا بها من أجل المساهمة في إعادة بناء هولندا التي دمرتها الحرب العالمية الثانية على غرار باقي البلدان الأوروبية الأخرى. كما تعرض في هذا المتحف أدوات وآلات كان العمال المغاربة يستخدمونها آنذاك لاستخراج الفحم، والتي ستظل شاهدة على مرحلة مهمة من تاريخ الهجرة المغربية إلى هولندا. وتم بهذه المناسبة، عرض الشريط الوثائقي ” هنا وفي المغرب “، الذي يحكي الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي عاشها المهاجرون المغاربة في هولندا سنوات الستينات والسبعينات، واندماجهم في المجتمع الهولندي، حيث شكلوا نموذجا للتعايش واحترام الآخر . كما تضمن هذا الشريط شهادات لعدد من هؤلاء المهاجرين يتحدثون خلالها عن الأسباب التي دفعتهم إلى اختيار هولندا كوجهة للاستقرار فيها. وأعقب هذا الشريط نقاشا أكد خلاله المتدخلون على ضرورة حفظ ذاكرة هؤلاء المهاجرين الذين يشكلون النواة الأولى للجالية المغربية المقيمة بهولندا، حفاظا عليها من الضياع وإغناء للأرشيف الوطني المتعلق بالهجرة. وزار المعرض عدد كبير من الزوار، مغاربة وهولنديين، جاؤوا للوقوف على جزء من تاريخ هيرلين والسنوات الأولى لما بعد الحرب العالمية الثانية وما واكبها من طموحات من أجل إعادة البناء. ونوهت مجموعة من الشهادات، التي استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء، بهذه المبادرة التي من شأنها التعريف بالجيل الأول من المهاجرين المغاربة في هولندا، والأدوار التي اضطلعوا بها من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب وكذا في بلد الاستقبال، خاصة في صفوف الشباب من أفراد الجالية المغربية.