عقد منتدى الأعمال والاستثمار من أجل إفريقيا (آنفيستور) دورته العاشرة أمس الخميس بمركز المعارض بمدريد بمشاركة مجموعة من الوزراء وكبار المسؤولين والمستثمرين والفاعلين المكلفين بقطاع السياحة يمثلون أزيد من 50 بلدا من بينها المغرب. ومثل المغرب في هذا المنتدى الذي نظم في إطار الدورة 39 للمعرض الدولي للسياحة (فيتور 2019)، محمد ساجد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي. وأكد محمد ساجد في عرض قدمه خلال جلسة خصصت لموضوع ” الأمن والسلامة وانسيابية السفر في إفريقيا .. دعم وتعزيز المرونة وتدبير المخاطر في قطاع السياحة ” على أهمية تنظيم هذا المنتدى الذي يروم بحث ومناقشة مختلف الآليات الكفيلة بتنمية وتطوير القطاع السياحي في البلدان الإفريقية مشيرا إلى ضرورة تكثيف علاقات الشراكة والتعاون بين البلدان الإفريقية ونظيرتها الأوربية وتبادل الخبرات والتجارب والممارسات الجيدة من أجل الرفع من مستوى المرونة وانسيابية الأفواج السياحية وتحسين جاذبية الوجهات السياحية في إفريقيا وجعل القطاع كأداة وآلية لتحقيق السلم والتعايش . وأضاف أن المغرب يتميز بكونه بلدا آمنا ومستقرا يستقطب السياح من مختلف بلدان العالم بفضل ما يتوفر عليه من مؤهلات وإمكانيات في المجال وكذا لانفتاحه ودفاعه عن قيم السلام والتسامح والتعايش مشيرا إلى أن المملكة اعتمدت العديد من التدابير والإجراءات لتكريس الأمن والسلامة بمختلف الوجهات السياحية بالبلاد. وبخصوص قطاع النقل أكد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي أنه يشكل رافعة أساسية في تكريس سلامة السياح مشيرا إلى أن التعاون الفعال بين قطاعي السياحة والنقل مكن من تحقيق نتائج جد إيجابية في مجال دعم وتعزيز جاذبية المغرب كوجهة سياحية مفضلة في العالم. من جانبها أكدت رييس ماروطو وزيرة الصناعة والتجارة والسياحة الإسبانية أن هذا المنتدى الذي يعرف حضور أكثر من 350 مشاركا من بينهم حوالي 23 وزيرا من إفريقيا في قطاع السياحة يشكل مناسبة لدعم وتعزيز مناخ الأعمال وتنمية وتطوير قطاع السياحة في إفريقيا وكذا فرصة لتبادل الخبرات وتقاسم التجارب بين الشركات والمقاولات السياحية بإفريقيا ونظيراتها بالبلدان الأوربية لاسيما في إسبانيا. وأشارت إلى أن إسبانيا تجدد التأكيد على التزامها بتنمية وتطوير قطاع السياحة في إفريقيا ودعم وتشجيع اعتماد استراتيجيات من شأنها أن تساهم في تحقيق التنمية المستدامة للقطاع بمختلف بلدان القارة الإفريقية عبر تطوير فضاءات الحوار والتعاون وكذا تنمية وتطوير مشاريع مشتركة تستفيد من مختلف الإمكانيات والمؤهلات السياحية الكبيرة والمتنوعة التي تتوفر عليها القارة الإفريقية . ومن جهتها أكدت ميموناتو برات وزيرة السياحة والثقافة بسيراليون على أهمية تنمية وتطوير تكنلوجيات تحليل المعلومات وتقاسم البيانات مع دعم وتعزيز التعاون بين الدول الإفريقية والمنظمات الدولية والقطاع الخاص بهدف خلق إطار للسلامة والأمن ملائم لفائدة السياح من شأنه أن يساهم في تحسين مناخ الأعمال وتحقيق التنمية المستدامة للقطاع السياحي. وأضافت أن إفريقيا بحاجة إلى تكثيف الجهود وتوحيدها بين مختلف المتدخلين في القطاع السياحي من مهنيين وفاعلين ومستثمرين من أجل البحث عن الحلول الواقعية والقابلة للتنفيذ لمختلف الإشكالات التي يطرحها تكريس السلامة والأمن للسياح مؤكدة على ضرورة وأهمية اعتماد مقاربات فعالة لتدبير الأزمات وآليات للتعاون على المستويات الوطنية والدولية من أجل مواجهة التحديات الأمنية في القطاع السياحي. وبدوره قال فيرناندو مارتان فلينثويلا كاتب الدولة في الشؤون الخارجية الإسباني إن الدورة العاشرة لمنتدى ( آنفيستور ) يشكل مناسبة لإبراز الاهتمام المشترك الذي توليه مختلف الجهات المسؤولة عن تنمية وتطوير القطاع السياحي في إفريقيا من أجل تكريس الأمن والسلامة للسياح وتحسين الوجهات السياحية ودعم وتعزيز تنافسيتها وتطوير علاقات التعاون والشراكة بين إفريقيا وأوربا . وأكد أن إفريقيا مدعوة إلى تركيز جهودها على تنمية وتطوير التجهيزات الأساسية في القطاع السياحي وتحسين شروط الأمن القانوني والتشريعي لفائدة المستثمرين والفاعلين في القطاع إلى جانب تكريس السلامة والأمن للسياح مشيرا إلى أن التنمية المستدامة والأمن يشكلان عنصران محوريان لتنمية وتطوير القطاع السياحي الذي يلعب أدوارا مهمة في تعزيز وتقوية العلاقات الدولية . ومن جهته جدد زوراب بولوليكاشفيلي الأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة دعم هذه الهيئة الأممية لتنمية وتطوير الصناعة السياحية في إفريقيا ومساعدة البلدان الإفريقية لتدبير مؤشرات نمو القطاع وفق مقاربة مستدامة تنعكس إيجابا على الساكنة المحلية وتساهم في خلق فرص الشغل وتحسين مستوى عيش السكان. وقال إن عدد السياح الذين زاروا إفريقيا في عام 2018 سجل زيادة بلغت نسبتها 7 في المائة ليصل إلى 67 مليون سائح مما يعكس الفرص الكبيرة والمتنوعة التي يتيحها القطاع السياحي لتنمية وتطوير نسيج الاقتصاديات الوطنية في البلدان الإفريقية مشيرا إلى أن المنظمة العالمية للسياحة ستجعل من السنة الجارية سنة التربية والتكوين واكتساب المهارات والخبرات وخلق فرص الشغل في القطاع بمختلف الدول الإفريقية. وتمحورت أشغال منتدى الأعمال والاستثمار من أجل إفريقيا ( آنفيستور ) في دورته العاشرة حول مجموعة من القضايا والمواضيع من بينها الأمن وسلامة السياح وانسيابية السفر في إفريقيا بالإضافة إلى التحولات الرقمية والابتكار وسبل الاستفادة منها لتطوير القطاع السياحي إلى جانب تعزيز وتقوية المنتج السياحي المتخصص وغيرها. ويشارك المغرب في الدورة 39 للمعرض الدولي للسياحة ( فيتور 2019 ) بوفد كبير يضم 150 من المهنيين والفاعلين والمستثمرين المغاربة في القطاع يمثلون المراكز الجهوية للسياحة والسلاسل الفندقية ووكالات الأسفار . وقد تمت تهيئة الرواق المغربي الذي زاوج في تصميمه بين الأصالة والمعاصرة على مساحة تقدر ب 312 متر مربع أعده المكتب الوطني المغربي للسياحة بهدف إبراز غنى وتنوع العرض السياحي الذي يوفره المغرب واستقطاب الفاعلين الدوليين في المجال وكذا البحث عن مسارات جديدة للشراكات في الميدان إلى جانب دعم وتعزيز الإشعاع الذي يميز وجهة المملكة كبلد سياحي بامتياز في العالم. ويعد المعرض الدولي للسياحة ( فيتور 2019 ) أحد أكبر التظاهرات الدولية في المجال السياحي بالعالم وتتميز دورة هذه السنة ( النسخة 39 ) بتوسيع فضاءات العرض مع إحداث جناح جديد مخصص للعرض السياحي بمنطقة الشرق الأوسط وإدماج سلاسل سياحية جديدة خاصة سياحة الصناعة السينمائية في مختلف الأنشطة المبرمجة وذلك من أجل تلبية الطلب المتزايد من منتجي الأفلام الذين يبحثون عن مواقع تصوير جديدة لأعمالهم وإبداعاتهم الفنية.