قال وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي مولاي حفيظ العلمي، أمس الخميس بالرباط، إن القانون 77.15 شكل نقطة تحول بالنسبة للمغرب في العمل من أجل منع صنع الأكياس البلاستيكية واستيرادها وتصديرها وتسويقها واستعمالها. وأبرز الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، في بلاغ تلاه خلال لقاء صحفي أعقب انعقاد مجلس الحكومة، أن العلمي أكد في عرض حول الوضعية الراهنة لصنع الأكياس البلاستيكية وتسويقها واستعمالها، أن الحصيلة تمثلت في تخفيض استهلاك المادة الأولية التي تستعمل في صنع هذه الأكياس ب35 ألف طن ما بين 2015 و2018 بما يعادل 50 بالمائة. وأضاف في ذات السياق، أنه تم إرساء نظام للمراقبة على مستوى التصنيع من قبل وزارة الصناعة وفي معابر الحدود من طرف إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، وفي الأسواق من طرف وزارة الداخلية، حيث تم إنجاز 739 ألف عملية مراقبة من طرف وزارة الداخلية ما بين يوليوز 2016 إلى غاية 28 دجنبر 2018، بالإضافة إلى 4600 عملية مراقبة من طرف وزارة الصناعة. وسجل السيد العلمي أن مجموع المخالفات المرتبطة بالسوق بلغ 4389 مخالفة، وحجز 821 طنا من الأكياس الممنوعة، فيما تم حجز 107 أطنان من الأكياس على مستوى المعابر الحدودية، بالإضافة إلى صدور 757 حكما قضائيا مع مبلغ غرامات قدر ب 5 ملايين درهم. وعلى مستوى المواكبة، أبرز أنه تم إنشاء صندوق دعم تحويل النشاط بغلاف مالي يقدر ب200 مليون درهم، مسجلا أن 15 مقاولة من أصل 27 استفادت منه، بدعم بلغ 75.5 مليون درهم من أجل مشاريع لتصنيع المنتوجات البديلة، مشيرا إلى أن الأكياس الورقية البديلة شكلت 47 بالمائة والأكياس المنسوجة (13 بالمائة)، وأكياس أخرى غير منسوجة (40 بالمائة). كما تم إحداث صندوق لدعم تنافسية المقاولة لدعم مشاريع الاستثمار بما فيه المنتوجات البديلة، حيث استفاد 21 مشروعا من برنامج امتياز من بينها 16 مشروعا لتصنيع المنتوجات البديلة بمبلغ 54.7 مليون درهم، مما أحدث أزيد من 2000 منصب شغل، كما يوجد اليوم حوالي 250 موزعا لهذه المنتوجات البديلة. وكشف أن الحملات التي تم القيام بها لجمع الأكياس المنتشرة في الطبيعة مكنت من جمع 7500 طن بكلفة مالية بلغت 83 مليون درهم، وتم التخلص منها وفق الشروط البيئية المنصوص عليها، مضيفا أنه رغم مرور سنتين ونصف على تطبيق القانون ما تزال بعض الأسواق التقليدية تستعمل الأكياس الممنوعة وظهرت بعض الطرق الجديدة لإنتاج وتوزيع الأكياس في القطاع غير المهيكل، ولذلك جاء مشروع القانون رقم 57.18 الذي ناقشه وصادق عليه المجلس الحكومي اليوم الخميس. وأشار إلى أن أنه قبل ثلاث سنوات تم اعتماد القانون 77.15، والذي أكد جلالة الملك محمد السادس، بخصوصه، في الخطاب الذي وجهه إلى الدورة 21 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية على كون هذا القانون تعبير عن تعبئة وعن التزام المملكة المغربية بكل ما اعتمد على المستوى العالمي في هذا المجال، مبرزا جلالته أن مكافحة الأكياس البلاستيكية في الدول النامية تشكل "تحديا حقيقيا، فالناس لا يهتمون بكيفية التخلص منها بقدر ما يهتمون بملئها من أجل سد حاجياتهم، والأمر هنا يتعلق بمسألة تربوية. ومن هذا المنطلق، وفي كلتا الحالتين، فإنه لابد من سن قوانين ملزمة".