جاء في العدد الأخير من مجلة الشرطة التي تصدرها المديرية العامة للأمن الوطني، والخاص بشهر دجنبر من السنة الجارية، ديباجة تكشف عن مدى حرص هذا الجهاز الأمني الكبير على استيراد مفهوم الجودة من مصادره التقليدية لإعماله في المجال الأمني. وحسب الديباجة نفسها، فقد تم تجسيد ذلك لأول مرة في مجال، الشرطة العلمية والتقنية، والتي حصلت على شهادة دولية للجودة، وهو المعطى الذي شكل اعترافا دوليا بمسار التحديث والعصرنة، وعزز مصداقية وحجية الخبرات والتحاليل التي يباشرها المختبر الوطني للشرطة، وذلك مثلما حصلت سابقا التجربة المغربية ومجال مكافحة الإرهاب على إجماع دولي بفعاليتها وشموليتها ونجاعة عملياتها الاستباقية. كما تحدثت الديباجة أنه مثلما تغير كل شيء ظاهر وملموس في العمل الأمني، مظهر عام لموظف الشرطة، وهندسة من البنايات والمرافق الأمنية، وهيكلة الوحدات والتشكيلات النظامية، فقد تغيرت أيضا عقيدة العمل وفلسفة التدبير الشرطي، التي أصبحت تزاوج بين السهر على التطبيق الحازم للقانون وبين الاحترام التام لحقوق وحريات المواطنين، وتحرص على حماية موظف الشرطة بقدر حرصها على زجر أية تجاوزات شخصية قد تصدر عنه. كما أنها (أي عقيدة العمل الأمني) صارت تنظر إلى خدمة المواطن كمصلحة غائية نبيلة، وكالتزام وظيفي مطبوع بالشرف في أقصى أبعاده وتبعاته.