اختتمت القمة الإفريقية الثالثة للتجارة والاستثمارات التي تحمل اسم “منتدى إفران”، أشغالها مساء أمس الجمعة، بالتصديق على سلسة من التوصيات تتمحور في مجملها حول تعزيز مكانة المرأة والشباب في مسلسل النمو المستدام للقارة السمراء. وبعد أن أشار المنتدون إلى الآفاق الواسعة لإفريقيا اقتصاديا وسياحيا، أبرزوا الحاجة لتقوية الرقمنة الصناعية، وضرورة تحسين الصورة التي يحملها الأفارقة والأجانب في أذهانهم عن القارة، وخلق منصة للتعبير مخصصة للشباب، والنهوض بقدرات النساء. كما دعوا إلى دمقرطة الولوج للطاقة في البلدان الإفريقية، لاسيما عبر حث البلدان المعنية بتقاسم فائضها مع البلدان المحتاجة لها، وإقامة إطار تنظيمي للشراكة العمومية-الخاصة في المجال. واختتم هذا المنتدى التجاري والاقتصادي، كذلك، بإعلان المنظمين عن نحو عشرة “مسارات للشراكة الاستراتيجية” بمبادرة من مؤسسات إفريقية ناشئة، والتوقيع على ثلاث مذكرات للتفاهم من طرف مستثمرين عبأتهم غرفة التجارة الأفرو-إفريقية مع مؤسسات كونغولية وبوركينابية ومغربية. وأبرزت خديجة الإدريسي جناتي رئيسة “منتدى إفران” أن الدورة الثالثة لهذه القمة “أثمرت نتائج على مستوى التواصل والعلاقات بين المشاركين”، مضيفة أن نقاشات بناءة ومفيدة ميزت يومين من القمة، تمحورت حول تيمات تهم القطاعات التي لها تأثير قوي على التنمية الاقتصادية والاجتماعية بإفريقيا، على غرار الصناعة والطاقة والسياحة والبنيات التحتية. وأفادت الإدريسي جناتي بأن “أهم ما ميز القمة، اللقاءات التي نظمت على هامش الجلسات العمومية، والمبادرات والمواعيد التي برمجت في إطارها”، معتبرة أن الدورة نجحت على مستوى التنظيم وزكت مكانة القمة ليس كحدث فحسب وإنما كفلسفة”. وقالت إن هذه الفلسفة “تجسدت اليوم من خلال تشكيل مجلس إدارة (إ- أفريكا) وهي جمعية حاملة على عاتقها مستقبل هذا المنتدى، ومن خلال مبادرات من أجل التنمية المستدامة للقارة”. وعقد “منتدى إفران” تحت الرعاية السامية لصاحية الجلالة الملك محمد السادس، بمشاركة عدد من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين من 25 بلدا إفريقيا. وهدف هذا الموعد إلى بناء نموذج للتعاون بين البلدان الإفريقية المعنية وتشجيع النمو الاقتصادي بالقارة الافريقية، بالإضافة إلى تعزيز مكانة "منتدى افران" كفضاء للحوار والنقاش بين الخبراء والمتدخلين الاقتصاديين والسياسيين الأفارقة وجعله ضمن أجندة التظاهرات الاقتصادية الكبرى بإفريقيا. وبحث المنتدى أربعة محاور ذات مؤهلات كبيرة لتطوير النمو الاقتصادي والاجتماعي بافريقيا والتي تشكل اليوم رهانات كبرى للقارة وهي الصناعة، والطاقات، والسياحة، والبنيات التحتية. ومن بين المشاركين في القمة أكاديميون ورجال أعمال من السنغال ورواندا والكوت ديفوار ونيجيريا وبوركينا فاسو وجمهورية الكونغو الديمقراطية، لإثراء النقاش والخروج بتوصيات ملموسة لتحفيز البروز الاقتصادي للقارة.