شمعة فنية أمازيغية تنطفئ بعد أن حزنت الساحة الفنية نهاية الأسبوع الماضي على إثر وفاة الفنان اللامع في سماء الأغنية الأمازيغية المرحوم عموري مبارك بعد صراع مرير مع مرض السرطان عن عمر يناهز 64 سنة، الذي يتابع بشأنه حصص علاجية بإحدى المصحات بالحي الحسني بالدار البيضاء بعد أن تنكرت له كل الجهات المسؤولة عن المجال الثقافي والفني، حيث ظل يصارع المرض لوحده من دون معيل. المرحوم الفنان عموري مبارك، بدأ مساره الفني رفقة مجموعة "سوس فايف"، التي كانت تؤدي إضافة إلى الأغاني الأمازيغية، أغاني بالفرنسية والإنجليزية. بعد ذلك انخرط بالجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي والتي كانت وراء تأسيس مجموعة "ياه"، التي ستحمل ابتداء من سنة 1975 اسم مجموعة "أوسمان" وتعني البرق، والتي كانت تقارع كبريات المجموعات كمجموعات "ناس الغيوان"، "جيل جيلالة" و"لمشاهب"، وكانت مجموعة أوسمان تعتمد على آلات متعددة من قبيل القيثارة، الكمان، الأكورديون، وغيرها، وعلى المقامات الموسيقية الحديثة، لكن المجموعة لم تعمر طويلا، حيث سرعان ما تفرق أعضاؤها سنة 1977 ليضطر المرحوم عموري مبارك إلى إكمال مسيرته الفنية باعتماد الغناء الفردي وكان حريصا على التعامل مع نخبة من كبار المبدعين المهتمين بالثقافة الأمازيغية، أمثال الشاعر المرحوم علي صدقي أزايكو وإبراهيم أخياط، ومحمد مستاوي، وغيرهم. المرحوم عموري مبارك، حسب مصادر مقربة من أسرته الصغيرة، ونظرا لعزة نفسه وفي غياب أي التفاتة من الجهات المسؤولة حيال الوضع الصحي الحرج الذي كان يعيشه، كان يردد داخل المصحة مقولة "أريد أن أعيش مرضي وحدي، أحاوره ويحاورني".