لم تكن سيدة تظن يوما أن نهايتها ستكون على يد ولدها وبطريقة جد مأساوية وبشكل درامي خطير لا نشاهده إلا في أفلام الرعب ، ففي ليلة يوم السبت، عرفت الجماعة القروية ثلاثاء أزلاف التابعة ترابيا لعمالة إقليم الدريوش، المعروفة بهدوئها، حادثة أفزعت ساكنتها على خلفية ارتكاب جريمة قتل شنعاء ضد الأصول تمثلت في إقدام شاب عشريني على وضع حد لحياة والدته البالغة من العمر خمسين سنة شنقا قبل أن يعمد إلى دفن جثتها بمطرح للنفايات بمحيط مسكن الأسرة. دوافع ارتكاب هذه الجريمة النكراء، حسب ما أكدته مصادر محلية، تعود إلى امتناع الأم عن مد ابنها المسمى "ب.م" والبالغ من العمر خمسة وعشرين سنة، مبلغا ماليا، الذي حاول سلبها إياه بالقوة، حيث لم يستسغ هذا القرار فاستشاط غضبا وأصيب بحالة هيجان وفقد السيطرة على تصرفاته، ليعمد إلى توجيه ضربة قوية إلى أمه على مستوى الرأس بقضيب حديدي، سقطت على إثرها على الأرض مغشيا عليها، وببرودة دم ودون شفقة ورحمة عمد إلى شنقها بحبل لقطع أنفاسها، ولما تيقن أنها فارقت الحياة حمل جثتها متخفيا، مستغلا في ذلك ظلمة الليل، إلى مطرح للنفايات، غير بعيد عن المنزل، وقام بدفنها محاولة منه إخفاء معالم الجريمة. وأفادت المصادر أن الابن القاتل حين تخلص من جثة والدته عاد إلى المنزل دون أن تظهر علية أي علامات ارتباك من جراء الجريمة الشنعاء التي ارتكبها، ووجد والده في طريق العودة، ولما استفسره عن سبب غياب زوجته على غير عادتها، أخبره بالحقيقة المرة، وظل يسرد تفاصيلها أمام صدمة أباه، الذي اعتقد في البداية أنها مزحة، وبينما كان يحاول الفرار أشعر الأب مصالح الدرك الملكي "بقاسيطا" بالموضوع لتنتقل عناصرها فورا إلى عين المكان حيث تم إيقاف الجاني على مستوى الطريق الوطنية رقم 2 ، ليعيد على مسامعهم سيناريو جريمته قبل أن يقودهم إلى مطرح النفايات ويدلهم على مكان دفن جثة والدته. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن جثة الضحية تم نقلها مباشرة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الحسني بالناظور قصد إخضاعها لعملية التشريح الطبي، بأمر من النيابة العامة، من أجل معرفة الأسباب الحقيقية للوفاة، فيما وضع الجاني رهن الحراسة النظرية وتم فتح تحقيق لمعرفة أسباب وظروف ارتكاب هذه الجريمة ، قبل تقديمه أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالمدينة قصد استكمال وتعميق البحث، فيما أفادت بعض المصادر أن الجاني، وعكس ما تم ترويجه، لا يعاني من أية اضطرابات نفسية أو عقلية، كما لم يثبت أنه يتعاطى للمخدرات.