في إطار تمكين مناضلات ومناضلي الاتحاد الدستوري بإقليم برشيد من الكفايات المعرفية والسياسية ودعم معرفتهم بأدبيات حزبهم ومرجعيته السياسية وتاريخه وحضوره في المشهد السياسي ، نظمت الدكتورة أم البنين لحلو عضو المكتب السياسي للحزب وعضو الفريق الدستوري بمجلس النواب، لقاء تكوينيا في تقنيات التواصل لفائدة مناضلات ومناضلي الحزب وخاصة فئة الشباب بالمكتب الإقليمي لحزب الاتحاد الدستوري،يوم السبت 7 فبراير الجاري، بدار الشباب الدروة.وقد عرف هذا اللقاء حضور كل من أعضاء المكتب الجهوي للحزب وأعضاء الشبيبة الدستورية وأعضاء منظمة المرأة الدستورية، بالإضافة إلى الأخ عبد الوهاب الشافعي المنسق الإقليمي للاتحاد الدستوري بإقليم برشيد والأخ العائدي العامري الكاتب المحلي للحزب بالدروة. وأوضحت الدكتورة أم البنين أن التواصل غريزة أصيلة لدى الإنسان لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال. فالتواصل عملية انتقال المعلومات بين الأشخاص أو المؤسسات عن طريق استخدام رموز و علامات و سلوك متعارف عليه بهدف التأثير و التأثر بين الأطراف المتواصلة. وبعد هذا التعريف الموجز عن التواصل،أشارت الدكتورة أم البنين إلى أن هذا اللقاء الدراسي يهدف إلى إطلاع مناضلي ومناضلات الحزب بالدروة على الإطار النظري للتواصل السياسي وتجسيده الميداني مع مراعاة الخصوصية الاجتماعية والعمرية وذلك من خلال توسيع دائرة التواصل بين شباب المنطقة، باعتبارهم الدعامة الأساسية للتنمية وبينهم وبين محيطهم الاجتماعي ، وأضافت أن تقنية التواصل تتطلب معرفة أشكاله وإدراك معيقاته، مع الإلمام بتقنياته ومهاراته إضافة إلى تطوير بعض آلياته لدى الشباب. كما تطرقت إلى عناصر التواصل الفعال وهي المرسل و المرسل إليه والرسالة والمستقبل والقناة .أما في ما يخص صفات المُخاطب الناجح فذكرت منها الأخت أم البنين على سبيل المثال لا الحصر "الصدق في الخطاب و التواضع وقبول الآخرين و الاستماع إليهم وقبول رأيهم وانتقاداتهم ..." وأن المتلقي الناجح هو الذي يتحلى بمجموعة من الصفات ك"الإصغاء و الإنصات و التركيز وعدم المقاطعة والجدال العقيم والتشويش" وتتجلى معيقات التواصل التي يجب الابتعاد عنها ، في معيقات مرتبطة بالمرسل و بالمرسل إليه وأخرى مرتبطة ببيئة التواصل وبقناة التواصل. من جهتها، أشارت الأستاذة نجاة سيمو، عضو المكتب السياسي للاتحاد الدستوري، إلى أن للتواصل أهمية كبرى في خلق وتقوية الرابط بين المخاطب والتلقي،كما من شأنه أن يقوي الوعي ببعض القضايا التي قد تبدو تافهة ولا نعرف مغزاها إلا أنها قد تكون من العوامل التي تخلق نوعا من التنافر والتباعد بين المخاطب والمتلقي ،وأبرزت أن هناك قواعد أساسية لعملية التواصل لا بد من الوقوف عليها منها المخاطب والمتلقي والرسالة ، فالمتلقي له تصور خاص قد يلتقي مع المخاطب وقد يختلف ومن هنا تبرز أهمية تقنية التواصل لكي تتحقق الغاية المتوخاة من الخطاب "الرسالة" كما أن هناك أنواعا من التواصل والتي تكون بين شخصين أو مؤسستين أو بين فرد ومجموعة من الأشخاص بحيث يجب الأخذ بعين الاعتبار التصور والسياق العام الذي ينبغي أن يكون موحدا. كما تطرقت الأخت سيمو إلى أهمية وسائل الاتصال سواء منها المقروءة أو المسموعة أو المرئية والتي من خلالها تجب مراعاة السياق العام لعملية التواصل والتي تتجلى في طرق علمية مضبوطة ومناسبة لكل موضوع على حدة ،كما أن الخط الذي يربط بين المخاطب والمتلقي يجب ألا يكون مشوشا سواء بالحركة أو بتكرار بعض الكلمات أثناء عملية التواصل ،فإذا كان المخاطب يتلفظ بمفردات غير منطقية أو توجد خارج السياق بعيدة كل البعد عن الموضوع فإن هذا من شأنه أن يعطي بعض التصورات العكسية لدى المتلقي ،كما أن اللغة – تضيف الأخت سيمو- وسيلة للتواصل ،لذا يجب على المخاطب أن يتواصل مع الآخرين باللغة التي يفهمونها مع إعطاء بعض الأمثلة من واقعهم المعيش. من جهة أخرى، أكدت الأستاذة سيمو، على أن الخطاب الشعبوي يؤدي إلى انعدام عملية التواصل والتفاهم بين المخاطب والمتلقي، كما أن الوضوح في العبارات والتعبير الصادق يسهلان عملية التواصل والفهم،فعوض أن يستخدم المخاطب كلمات فضفاضة يجب أن يتكلم بلغة سهلة وسلسة وأن لا يكون سهل الاستفزاز لإنجاح عملية التواصل ولو تم نعته بأقدح النعوت مع مراعاة الصراحة والشفافية في الخطاب وتقاسم الأحاسيس مع الآخرين ،لأن الخطاب له حمولة عاطفية ودلالة على الحالة النفسية للشخص المخاطب" المتلقي" فكل خطاب "فاشل" لا يؤثر في المتلقي قد تكون له نبرة خارج مجاله وسياقه الخاص وعليه يجب على المخاطب أن تتوفر فيه المقومات الأساسية كالصدق في الخطاب والدخول في تصورات المتلقي ،وأبرزت الأخت سيمو أهمية التواصل السياسي الذي يعتمد بشكل كبير على طرق إقناع الآخرين بإيديولوجية الحزب وأفكاره وبرامجه التي يجب أن تترجم على أرض الواقع،وذلك من خلال التمكن من تقنية التواصل المباشر خلال الجموعات العامة التي يقوم بها الحزب لاستقطاب شريحة عريضة من المواطنين،لذا يجب على المخاطب أن يستهدف من خلال خطابه كل الفئات حتى تقوى العلاقة بينهم. هذا،وقد اختتم هذا اللقاء التكويني في جو ساده الانسجام و الارتياح لدى جميع المشاركين الذين أبدوا رغبتهم الملحة في تنظيم دورات تكوينية أخرى على غرار هذه الدورة.