بداية كيف تلقيتم خبر العمل الإرهابي الذي استهدف صحيفة "شارلي ايبدو" ؟ الحدث المتعلق بالهجوم على مقر صحيفة "شارل إيبدو "الفرنسية لا يمكن أن نعزله بطبيعة الحال عن السياق الدولي الذي يعرفه العالم، فالجميع يعلم أن فرنسا منخرطة في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، وأعتقد أن تنفيذ هذا الهجوم الإرهابي الانتقامي يندرج في إ طار السياق الدولي وله ارتباط وثيق بجهات لها علاقة بتنظيم"داعش" أو "النصرة" من أجل التخفيف من الضغط الذي أصبح يمارس عليها من سوريا والعراق والولايات المتحدة، مما دفعها لتنقل هذا الضغط إلى منطقة أخرى والتي هي هدف مقصود يحيلنا على السياق الداخلي المتمثل في كون هذه التنظيمات تعتبر صحيفة "شارلي ايبدو " مناوئة للإسلام والمسلمين،وذلك على خلفية نشرها لرسوم كاريكاتورية مسيئة إلى الرسول، مما حفز الجهات المنفذة إلى خوض هذا الهجوم الإرهابي . وبغض النظر عن السياقين الدولي والداخلي ،لا يعتبر الهجوم المذكور هجوما مفاجئا ،بل كان متوقعا ومنتظر الحدوث ، كما هو منتظر أن مجموعة من الأشياء كان من الممكن أن تقع، ولكن ما يميز الدول العظمى كفرنسا أنها تقوم باستباق الأحداث ، و الحادث سيدفع الأمن الفرنسي إلى تقييم خططه الأمنية وتعزيزها ، سيما وأن مثل هذا الحادث لم تشهده فرنسا منذ ما يزيد عن 50 سنة، وهو ما يستدعي منها حملة قوية ومراجعة جذرية لأجهزتها من أجل تجاوز الوضع الحالي . اليوم أيضا تم استهداف شرطين ،هل هذا يعني أن الإرهاب قد يستمر بفرنسا، وهل الأمر له ارتباط وثيق بتنظيم "داعش "؟ كما سبق وأن قلت بأن هناك مخططات وهجومات ستنفذ ،وهجوم اليوم،في إشارة إلى هجوم باريس ، تم من خلاله استغلال توجيه الأنظار للهجوم الأول ( ضد صحيفة شارلي إيبدو )، ونحن نعرف أن التنظيمات تتبنى خطابا دينيا وتتوفر على خبرة واسعة في تنفيذ العمليات الإرهابية بالاعتماد على أحدث التكنولوجيات على مستوى التسلح والتواصل والاتصال، وبالتالي أقول إن الهجوم الثاني لن يكون هجوما نهائيا ، بل يجب أن ننتظر مخططات أخرى قد تأتي بعد ذلك، وقد يكون هذا الهجوم بداية لمسلسل طويل مرتبط بمدى يقظة الجهاز الأمني الفرنسي. 3- أي قراءة يمكن أن تقدموها في هذا الصدد ؟ شخصيا أقول إنه ربما أن هذا الهجوم يمكن أن يأخذ مسارين، إما أن يدفع إلى رد فعل من طرف السلطات الفرنسية والتي لن تقود إلا إلى ردود أفعال أخرى، ولذلك لابد من وضع إستراتيجية قادرة على التقليص من حدة الاحتقان، وبالتالي فالأمن الدولي في حاجة إلى خطط واستراتيجيات لاستتباب الأمن بالاعتماد على مقاربات متكاملة تتجنب أي شرخ داخل المجتمع الفرنسي .