دعا محمد بنشعبون، وزير الاقتصاد و المالية، أمس الثلاثاء في برلين، المستثمرين الألمان إلى انتهاز الفرص التي توفرها المملكة ، لا سيما في القطاعات الناشئة من قبيل السيارات والطيران والالكترونيات والطاقات المتجددة حيث تتوفر ألمانيا على الخبرة والتقدم التكنولوجي. وأبرز بنشعبون في مداخلة له خلال قمة حول الاستثمار التي انعقدت تحت رئاسة المستشارة الالمانية أنغيلا ميركل، في إطار مبادرة مجموعة العشرين للشراكة مع إفريقيا، التقدم الملموس الذي حققته المملكة في ما يتعلق بالإصلاحات الهيكلية والقطاعية تحت القيادة النيرة لجلالة الملك محمد السادس. وأشار الوزير إلى الأداء الجيد الذي أظهره الاقتصاد المغربي في سياق دولي غير مناسب ، وذلك بفضل الإصلاحات التي تم القيام بها لتعزيز الاستقرار الماكرو الاقتصادي وتحسين مناخ الأعمال الى جانب التوقيع على حوالي 17 اتفاقية تبادل حر منها اتفاقيات مع بلدان إفريقية، مضيفا أن المغرب يتوفر ايضا على إطار قانوني يسهل الاستثمار ويجعله أكثر شفافية. وقال بنشعبون أن العلاقات الاقتصادية بين المغرب والمانيا نموذجية، مشيرا الى إمكانية تحسينها وتوسيعها لتشمل مجالات أخرى. وفي مداخلتها خلال هذه الجلسة، أعلنت ميركل عن إنشاء صندوق بقيمة مليار يورو بهدف دعم استثمارات الشركات المتوسطة والصغرى الاوروبية في إفريقيا، بالاضافة إلى اتخاد تدابير لتقليل المخاطر بالنسبة للمستثمرين الالمان. وقالت ميركل إن مبادرة التقارب مع إفريقيا ذات طابع جديد تروم إقامة شراكة متوازنة ومربحة لجميع الاطراف. وأشارت إلى أن المانيا ستقوم بتنفيذ “شراكات لتشجيع الاصلاحات” مع بعض الدول الافريقية مبرزة انها خلال الجولة الافريقية الاخيرة التي قامت بها، كانت النتائج بادية للعيان حيث ازدادت الاستثمارات مع الدول المنخرطة في مبادرة الشراكة مع افريقيا. وأضافت أن المانيا تسعى أيضا الى عقد “شراكات لتشجيع الاصلاحات” مع المغرب واثيوبيا والسنغال. من جانبه، قال وزير الاقتصاد الالماني غيرد مولر، إن “إفريقيا قارة فرص وقارة المستقبل، قريبة من أوروبا وتتقاسم معها أهدافا ومصالح مشتركة”‘. وأضاف أن القارة ” ستكون اكثر شبابا في افق 2050″، اذ سيصل عدد السكان الى ملياري نسمة ،مما يطرح تحديات على مستوى توفير الغذاء ومحاربة المجاعة. وقال انه يمكن رفع هذه التحديات وحل هذه المشاكل اذا تم توفير آليات المواءمة مع ظروف كل بلد وزيادة الانتاج الفلاحي وتصنيع المواد الفلاحية. ولفت الى أن على مستوى الطاقة، هناك مشاريع كبرى لكن هناك ايضا مشاريع صغرى مثل الطاقة الشمسية في القرى، مستشهدا في هذا الاطار بالمغرب الذي قال انه ” الان بصدد بناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم، مما يؤهله ليصبح بلد الطاقة الخضراء بامتياز”. وحضر القمة رؤساء دول وحكومات أفارقة ومديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد إلى جانب مجموعة من مسؤولي التنمية الدوليين. وترأس بنشعبون الوفد المغربي المشارك في أشغال قمة مجموعة العشرين حول الاستثمار، والذي ضم كلا من محسن الجزولي، الوزير المنتدب المكلف بالتعاون الإفريقي، وصلاح الدين مزوار، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب وعلي الزروالي، مدير بالوكالة المغربية للطاقات المتجددة (مازن). وتروم مبادرة الشراكة مع افريقيا التي أطلقتها ألمانيا خلال رئاستها لمجموعة ال20 تحت اسم “الاتفاق مع إفريقيا” (كومباكت ويذ افريكا) تشجيع الاستثمارات في القطاع الخاص والبنيات التحتية من أجل التنمية في إفريقيا، وتوفير فرص العمل للشباب الأفارقة. وتضم هذه المبادرة الدول الإفريقية والمنظمات الدولية ولاسيما البنك الإفريقي للتنمية وصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك العالمي وشركاء ثنائيين لمجموعة العشرين. وانخرط في إطار هذه المبادرة أحد عشر بلدا إفريقيا، وهي بنين وكوت ديفوار ومصر وإثيوبيا وغانا وغينيا والمغرب ورواندا والسنغال وتوغو و تونس.